نحو علاقات يمنية – أريترية جيدة

عبدالله دوبله


 - الأمر الطبيعي هو أن يكون هناك أكثر من علاقة جيدة بين اليمن وأريتريا إلا أن السؤال هو : ما هي تلك العلاقات المفترضة بين البلدين الجارين لتكون علاقتهما جيدة¿ ما الذي
عبدالله دوبله –

الأمر الطبيعي هو أن يكون هناك أكثر من علاقة جيدة بين اليمن وأريتريا إلا أن السؤال هو : ما هي تلك العلاقات المفترضة بين البلدين الجارين لتكون علاقتهما جيدة¿ ما الذي تحتاجه اليمن من أريتريا أو ما تحتاجه أريتريا من اليمن¿ أو ما هي تلك التأثيرات التي يمكن لها أن تؤثر سلبا أو إيجابا على العلاقة بين البلدين¿
الإجابة عن تلك الأسئلة ربما تساعد كثيرا في استشراف رؤية أفضل لعلاقة جيدة بين البلدين الجارين انطلاقا من معرفة القضايا المشتركة التي لا يمكن إغفال تأثيراتها في طبيعة العلاقة بين أي بلدين فالحدود البحرية غير الرسمية بين أي بلدين من القضايا التي قد تفجر الصراع بينهما في أي لحة لذا تعد مسألة ترسيم الحدود من القضايا المهمة للدول واستقرارها ولتجنب الصراعات فهي من الأهمية بمكان لتكون من القضايا المشتركة للعلاقات اليمنية – الأريترية.
فيما تعد قضايا الصيادين التقليديين من القضايا التي تثير النزاعات بين الدول في حالتنا يبدو أنها الورقة التي تستطيع أريتريا من خلالها إيذاء اليمنيين لحاجة العمالة اليمنية الكبيرة في الصيد التقليدي للاصطياد في المياه الأريترية المجاورة حيث تصادر سنويا المئات من القوارب وتعتقل الآلاف من الصيادين مع ما يسببه ذلك من خسائر فادحة على الاقتصاد فضلا عن الضرر الذي يحدثه على الأمن الاجتماعي في السواحل اليمنية من أنشطة للعمل ممارسة فيه كتحول بعض العاطلين من الصيادين إلى التهريب ومساعدة القراصنة الصومال هناك حوادث كثيرة كشواهد على تنامي الظاهرة ولذا تعد مسألة الصيد التقليدي من المسائل المهمة لحسمها مع أريتريا.
كما أن التعاون في مسألة أمن جنوب البحر الأحمر بين البلدين يساعد كثيرا في محاربة الإرهاب والتهريب والقرصنة أو تهريب الأسلحة من دول إقليمية لجماعات مسلحة في أي من البلدين إيران والحوثيون بالنسبة لليمن أو دعم جماعات معارضة أريترية من جهة ما حال افتراضه فالتزام البلدين باستقرار كل منهما للآخر أمر مهم لدول لا تزال تعاني من صراعات إثنية تهدد وجودها كاليمن وأريتريا حيث الدولة الوطنية الموحدة لم تستقر بعد.
فارتيريا التاريخية أو شعوب تلك المنطقة تاريخيا لم يكونوا ضمن نشاط افريقي لقدر ما كانوا ضمن تفاعلات جنوب الجزيرة العربية اليمن هذه المسألة من الأشياء المعترف بها حتى الآن والواضح من صراعاتها الإقليمية مع دول الجوار أو علاقتها مع أطراف نقيضة كاسرائيل وإيران.
أما اليمن التاريخية فقد كانت تفاعلاتها مع الجوار الأفريقي هو الأصل وما عداه هو الاستثناء فاستراتيجية يمنية للانفتاح على أفريقيا من خلال ارتيريا وأثيوبيا هو الأمر الطبيعي لأي نفوذ أو مصالح عربية أفريقية مشتركة فلا دولة عربية مؤهلة لهذا الدور مثل اليمن.

قد يعجبك ايضا