في بعض المراكز.. الغش حالة مفروغ منها
تحقيق هشام المحيا
تحقيق / هشام المحيا –
يوما تلو الآخر وتجربة النماذج تثبت نجاحها رغم ما يعتريها من عيوب بسيطة ترفع بها تقارير لتلافيها مستقبلا كالتفاوت في صعوبة النماذج الحاصل في مادة الاجتماعيات للصف التاسع الأساسي حيث كان النموذج “و” هو الأصعب حسب الإفادة التي حصلنا عليها.
تجربة النماذج جاءت لإنهاء عملية الغش السائدة في الأوساط الطلابية إلا أن الغش لا زال موجودا فقد تم رصد العديد من حالات الغش في بعض المراكز …مراكز أخرى أثبتت نزاهتها وحرصها على مستقبل أبنائها .. تفاصيل أكثر في سياق التحقيق التالي:
من خلال الزيارات التي قمنا بها إلى بعض المراكز والتي تهدف إلى رصد الأجواء العامة لسير عملية الامتحانات لمادة الاجتماعيات للمرحلة الأساسية فكان مركز الزهراء بأمانة العاصمة مثالا للمراكز المنضبطة فالهدوء يسود قاعات الامتحانات ولا وجودلأي حالات غش تذكر رغم الدخول المفاجئ على الطلبة وخلال الزيارة التقينا بالأستاذة هدى محمد السريحي مديرة المركز والتي أوضحت أن الامتحانات تسير بشكل سلس ومرن وعلى مستوى عال من الانضباط والالتزام بعيدا عن أي شيء يعكر جو الامتحان ولا وجود لأي تجاوزات أو اختلالات أو أي صعوبات سوى مشكلة ارتباك بسيطة تحصل أثناء توزيع النماذج ويتم التغلب عليها.
وعن أسئلة النماذج على اختلافها تقول السريحي” الأسئلة كانت سهلة وواضحة وتتناسب إلى حد كبير مع مستوى الطلبة ” وتضيف ” هناك تفاوت في درجة الصعوبة من نموذج إلى آخر في بعض المواد ويتم رفع تقارير بهذه الإشكاليات لتلافيها مستقبلا ” من جهة أخرى تؤكد الأستاذة هدى أن تجربة النماذج كانت أكثر من رائعة وأنها عملت إلى حد كبير على إنهاء ظاهرة الغش.
وفي زيارة لقاعات الامتحان في المركز فقد اشتكا حوالي 30% من الطالبات من صعوبة الأسئلة فيما 20% أوضحن أنها على درجة متوسطة وباقي النسبة سهل وعن تفاوت النماذج فقد كان النموذج “و” هو الأصعب فقد اشتكا حوالي 80% ممن شملهم النموذج من صعوبة أسئلته على خلاف بقية المناذج كما اشتكى بعض الطلبة من وجود سؤال من خارج المقرر الدراسي الأمر الذي تعتبره مديرة المركز سؤالا للذكاء.
أكثر ما شدني في هذا المركز اعتناء الإدارة وحرصها الكامل على توفير الجو المناسب للطالبة الكفيفة إسراء العديني والتي لم تجعل البصر لها عائقا أمام الوصول إلى غايتها متخذة من البردوني وغيره ممن فقدوا نعمة البصر مثالا لها للوصول إلى أعلى مراتب التاريخ إدارة المركز ــ مشكورة ـ قدمت كل التسهيلات للطالبة المبدعة المتفانية وحذفت لها السؤال السادس الذي يطلب رسم خريطة وتوضيح بعض المعالم عليها.
مركز اليرموك
على عكس ما حصل في مركز الزهراء حيث الانضباط التام اللامحدود والحرص الشديد على نجاح الامتحانات عكسه حصل في مركز اليرموك وبعد الدخول التقينا بالأستاذ مطهر العسكري مدير مركز اليرموك وقد رسم لنا صورة واضحة عن الامتحانات وسيرها في المركز من وجهة نظره فيقول الامتحانات تجري ــ والحمدلله ــ بشكل سليم ولا وجود لأي عراقيل أو صعوبات تذكر وتعدد النماذج تعتبر تجربة ناجحة إلى حد كبير وقد عملت على الحد من ظاهرة الغش ” ويضيف” إدارة المركز الامتحاني حريصة كل الحرص على مستقبل أبنائهم وهي تحاول بكل ما أوتيت من قوة أن تمنع أي محاولة للغش ” وعن تفاوت أسئلة النماذج يقول ” لا وجود لأي تفاوت بل هي موضوعية وسهلة في نفس الوقت مع ذلك قمنا بتهيئة الوضع النفسي لدى الطلبة وكنا نستقبلهم كل صباح بالابتسامة وبشاشة الوجه حتى تتسنى لهم الإجابة في ظروف مواتية.
ما وصفه مدير المركز وجدنا عكسه تماما في قاعات الامتحان فقد رصدنا حالات غش متعددة ومتنوعة تمثلت الحالة الأولى في ترك الفرصة للطلبة ليغشش بعضهم بعضا أما الحالة الثانية فتم رصدها عند دخولي إحدى القاعات حيث صوت الطلبة يعلو المكان وكأنني في أحد الأسواق أما الحالة الثالثة فكانت عند سؤالي لأحد الطلبة عن الغش في المركز ويدعى ( ع ـ ك) ــ وهو لا يعلم من أنا ــ فبادر بالقول ” نحن لا نغش بل ندخل الكتب وبعض البراشيم” شهود عيان أيضا أدلو بمعلومات تقول بأن الغش في المركز يمارس بطريقة عجيبة .
أما الطلبة فكانوا مستائين إلى حد كبير من أسئلة مادة الاجتماعيات وصوتوا بالإجماع على صعوبة النماذج الأربعة دون استثناء.
أبناء مدرسة الرشيد ممن احتضنهم مركز اليرموك لأداء الإمتحانات اشتاطوا غضبا من بداية الامتحان وحتى آخره والسبب أن أستاذ الاجتماعيات في مدرستهم لم يؤد واجبه إطلاقا كانت هذه الشكوى من كل القاعات.