الحوار تظاهرة وطنية فريدة

يحيى محمد العلفي

 - تميز الخطاب الإعلامي لمؤتمر الحوار الوطني الشامل منذ أول يوم لانعقاده بنوع من المصداقية والشفافية والمصارحة والوضوح لا سيما فيما يتعلق باللقاءات التي تتم من وقت لآخر بين أطراف الأزمات السياسية التي تشهدها اليمن منذ سنوات وهم خصوم ا
يحيى محمد العلفي –
تميز الخطاب الإعلامي لمؤتمر الحوار الوطني الشامل منذ أول يوم لانعقاده بنوع من المصداقية والشفافية والمصارحة والوضوح لا سيما فيما يتعلق باللقاءات التي تتم من وقت لآخر بين أطراف الأزمات السياسية التي تشهدها اليمن منذ سنوات وهم خصوم الأمس الذين لم تجمعهم طاولة لقاء مفتوح منذ عقود بمثل هذا الحشد الكبير بل وبمثل هذه المكاشفة العميقة لمجمل قضايا الوطن وجراحاته وهمومه ومتغيرات أوضاعه.. وبما يجعل من إعلام الحوار وإعلام الوطن عموما مرآة تعكس كل ما يدور داخل أروقة المؤتمر سلبا وإيجابا ومن دون كواليس تدور خلفها النقاشات وتحتدم وراء ستارها الخلافات كما هو حال الكثير من المؤتمرات والموائد المستديرة على المستوى المحلي والعربي والدولي..
ولعل ما يمتاز به مؤتمر الحوار أنه يجمع بين جنباته كافة أطياف الوطن جنوبه وشماله ومن أقصى الجنوب إلى أقصى الشمال ومن أقصى الشرق حتى منتهى الغرب وبحجم مهول لم تشهد اليمن مثله من قبل بما يعني أن المهام كبيرة وعويصة وأن الآمال المعلقة عليه لإخراج اليمن إلى بر الأمان عريضة وتستدعي أكثر مما هو متوقع من الحرص على أهمية أن يخرج المؤتمر بنتائج إيجابية تخدم أهداف ومرامي المصالحة الوطنية وبناء الدولة المدنية الحديثة واستقلالية الهيئات وكذا أبرز محتويات القضية الجنوبية وقضية صعدة ومسألتي الحكم الرشيد والمواطنة المتساوية..
فإذا ما تواصل المؤتمر في نهاية مطافه وختام أعماله إلى حلول مشرفة ومعالجات صائبة لمجمل هذه القضايا وتجاوز الإشكالات والعراقيل التي يصوبها نحوه بعض ضعاف النفوس المتاجرين بمقدرات الوطن وإرادة الشعب فإن المستقبل ولا شك سيكون أفضل وأجمل مما هو مخطط له في طموحات وآمال وتطلعات جماهير الشعب وعندها تكون ثورة التغيير أعطت مفعولها وأنجزت قدرا كبيرا من أهدافها وفي ضوء ذلك تتوجه الأنظار وتصوب الجهود نحو بناء يمن جديد ومجتمع حضاري خال من كل أشكال العنف ومنغصات الحياة الحرة الكريمة وتسود فيه عوامل الأخوة والمحبة ومصداقية الإخلاص والوفاء لكل ما من شأنه الحفاظ على المكاسب والمنجزات العظيمة التي تحققت على درب مسيرة النضال الوطني وفي مقدمتها الوحدة اليمنية الغالية التي لا جدال عليها ولا خلاف حولها..
ولعل ما يتميز به مؤتمر الحوار الوطني في هذا العصر بالذات هو أنه تظاهرة وطنية فريدة في تاريخ اليمن المعاصر وجاء انعقاده واختيار أعضائه من كافة شرائح المجتمع اليمني ليعطي دفعة قوية لتصحيح مسارات العمل الوطني وتحقيق التغيير المنشود على طريق البناء والتنمية التي تتطلبها حياة العصر الجديد حاضرا ومستقبلا وتسود فيها كل عوامل ومقومات التطور والنهوض الحضاري لليمن إنسانا وأرضا.

قد يعجبك ايضا