فاطمة وشاكر!!!

عبدالرحمن بجاش


 - لو يظل خالد الرويشان وياسر الشوافي يبكيان عبد الله شاكر إلى يوم القيامة فلن تهتز لأحد مجرد احد شعرة رأس واحدة, بل إن البعض سيضع رجلا فوق الأخرى وسيتمتم : هاذلا ما حصلولهمش مهره!,
عبدالرحمن بجاش –

لو يظل خالد الرويشان وياسر الشوافي يبكيان عبد الله شاكر إلى يوم القيامة فلن تهتز لأحد مجرد احد شعرة رأس واحدة, بل إن البعض سيضع رجلا فوق الأخرى وسيتمتم : هاذلا ما حصلولهمش مهره!, أما أنا إذا أشرت إلى فاطمة حمزة رحمها الله وأحمد العطاب مجرد إشارة فأقربهم سيقول متبرما: حاكي لك!.
في شارع التحرير الذي يبدأ من أين كانت عمارة المحضار على شارع 26 سبتمبر بتعز ذات لحظة وكنا نذهب خلسة من أهلنا إلى عبدالكريم نلعب كرة القدم في صندوق صغير , رأيت دائرة من البشر تحيط بنقطة في الوسط اقتربت منها ليتناهى إلى سمعي أصوات رصاص وطائرة تشق السماء , وأصوات تتداخل لانفجارات , حتى هممت بالهرب , ليمسكني علي الزعيم رحمه صديقي الوديع : لا تخف تعال شوف , اقتربت كان هناك عبد الله شاكر , عرفته تلك اللحظه , ليظل حديث الشارعين بل تعز كلها , لتتجدد معرفتي به في صنعاء , ليظل الرجل بحنجرته يجمع الناس حوله , ويظل هو بلا أحد يجتمع حول همومه , يظل الفقر يقتل أمثال هؤلاء وان تكون مبدعا في بلد يسرق منه حلمه كل لحظة فعليك أن تحاكم نفسك وتصدر حكما بالإعدام وتنفذه بأن تشنق نفسك جوعا, والعزة تنسي الناس أمثال فاطمة حمزة التي كان لها صولة وجولة في الأمور العامة, خاصة تلك التي تتعلق بالمرأة فاجتهدت واجتهدت وضحت بوقتها وجزء من اهتمامها بأولادها لتكتشف في الأخير أنها تحرث في بحر فقررت احتراما للنفس أن تعود إلى بيتها ليقول آخرون في سرهم (أحسن) , وعلى الجبهة الأخرى الغائب الحاضر أحمد العطاب يناضلان كثنائي رائع من أجل الحلم الذي سرق , ليسرقاهما ولم يعد احد منا يتذكرهما إلا تعزية في الصحيفة , ودعاء مني لأحمد العطاب بطول العمر الذي لا أدري ما سيفعل به بعد ذهاب رفيقة عمره واعتذار , وضياع كل الأمل .
ليس نحن شعب بلا ذاكرة بل أن هناك من سرق ذاكرتنا بأشغالنا بلقمة العيش, فأصبحنا نعمل على ذاكرة الأجهزة من تليفون وآيباد ولاب توب , لنتحول إلى أجهزة وهي إلى الإنسان الذي يفترض إن يكون , ماذا يمكن لنا أن نقول أكثر من هذا (اللتت) في مثل هكذا لحظة, لا شيء فنعود إلى بياتنا إلى أن نفجع بعزيز آخر!, ولله الأمر من قبل ومن بعد.

قد يعجبك ايضا