مكــانة المعـــلم

عبدالغني عبدالله الحمادي**

عبدالغني عبدالله الحمادي** –
إن العملية التعليمية تقوم على ركائز ومقومات أساسية بدون ذلك فالتعليم لا يساوي شيئا أهم تلكم الركائز هي المعلم العمود الفقري للعملية التعليمية التربوية .
هذا المعلم الإنسان باع نفسه رخيصة من أجل أبناء وطنه فهو كالشمعة تحترق لتنير درب الآخرين من تحت يديه تخرج الطبيب والمهندس والأكاديمي والضابط والجندي. لا أحد ينكر ذلك الجميل فهو ركيزة أساسية في المجتمع فالواجب علينا جميعا صغيرا وكبيرا شيوخا وشبابا الاهتمام بهذه اللبنة فعلى الدولة أن ترعاه وتؤمنه في مسكنه وإعطائه حقوقه الكاملة ليكون آمنا مستقرا أما المجتمع المدني فاحترامه له في بيته وفي مقر عمله وفي الشارع ولا يتأتى ذلك إلا بالنصح والتوعية فالرجل في بيته وبين أفراد أسرته ينزله فيهم منزلة عظيمة ويأتي دور المسجد والمؤسسات الثقافية وغير الثقافية عند ذلك يشعر المعلم أنه قد حظي باحترام فسيكون عطاؤه مستمرا وناجحا أتمنى من أطياف المجتمع ذلك والعكس هو الصحيح فالاقتحامات لدور العلم بهدف النيل من هذا المعلم أو ذاك لدليل على أن المجتمع اليمني ما زال يجهل الأهمية العظمى التي وضعت على عاتق هذا المربي الإنسان وهنا يتجلى الصراع بين البناء والهدم والغريب أن أجهزة الأمن تتعامل مع مثل تلك القضايا الساخنة بلا مسؤولية وبلا مصداقية ونست أو تناست أنهم من مخرجاته وتتلمذوا على يديه ..

*ومما لا شك فيه أن القصور في أدائه راجع إلى أنه يشعر بأن المجتمع ووجهاء المجتمع الذي ينتمي إليه وبعض أصحاب المناصب السياسية والحربية عند تعاملهم مع بعض القضايا التربوية التي تواجههم غير منصفين فينحازون ويميلون مع الطرف الآخر لشيء في نفس يعقوب مما يؤدي ذلك الأثر النفسي الكبير والمؤثر لدى المعلم فيتولد رغبة عميقة في النفوس بالانتقام الشامل والتدمير الفكري والثقافي ونكون بذلك قد قضينا بأنفسنا على مربي الأجيال وصاقل عقولهم حينها يصاب المجتمع بالعقم الفكري والثقافي ويغرق أبناؤنا ونغرق جميعا في وحل الجهالة .
*ومن المؤسف حقا أن بعض التربويين قد انجروا خلف الوجهاء وبعض من أصحاب المناصب ربما من منطلق معتقداتهم الحزبية فنسوا أو تناسوا الجانب التربوي فأفقدهم هذا التدخل مصداقيتهم.*

*إن وضع مدارسنا لازالت تعاني من الإحباط والصعوبات ولهذا فإن على حكومتنا أن تضع التعليم العام ضمن أولويات برامج عملها خاصة إن أردنا أن نرتقي بمستوى التعليم إلى مصاف الدول المتقدمة وأن تسعى إلى معالجة جذرية لأوضاع التعليم وأن تفهم دور المدرسة وأهميتها وخطورة تركها تسير دون توجيه صحيح وفلسفة واضحة من قبل القائمين عليها. يخطئ من يقول إن مدارسنا على ما يرام ولكن يخطئ أكثر من يكرس وقته للإساءة لمدارسنا وبث الإشاعات ضدها والتقليل من عملها فلن ترقى أمة إلى مستوى العصر إلا بالعلم ولا يمكن لأمة أن تصلح وأن تصحح مسارها إلا إذا أعطت للتعليم والمعلم ما يستحقه من رعاية وإمكانات.
وأخيرا
فإن على العاملين في قطاع التربية إدراك مسؤولياتهم نحو الوطن وغرس وتعميق روح الولاء الوطني في نفوس الأجيال وأن يكون الولاء للوطن فوق كل الولاءات الحزبية أو القبلية.

**وكيل مدرسة قتيبة بن مسلم*

قد يعجبك ايضا