وأردد.. متى ..¿

بلقيس أحمد الكبسي

بلقيس أحمد الكبسي –
وانزلق ..! كانت الأرض ترج من تحتي وتموج بسيل زلق والسماء تهطل بقطرها كسياط علي بينما الأقدام تتراكض باحثة عن ملجأ ولا عاصم لي ..! أنا لوحدي .. أحاول عبثا أن أحرك قدمي المزروعتين في الأرض كل شيء حولي يثبتني إليه بغضب والأرض تشدني إليها بتملك أحاول انتزاع نفسي منها بلا فائدة .
حيث أنا مغروسة في أرضي أتخبط أنت معلق في سمائك تنظر إلي بتبلد يدهشك ما يحدث لي وما حل بي في غيابك.. ومن بعدك ..! أشد ما استطعت لانتشل قدمي من هذا الفخ المريب .
لا شيء يذكر أنجزته لا شىء حولي سوى تراب وماء وضباب يلتهمني ببطء بينما الأرض غيضت ماءها والسماء أقلعت فاستويت على جودي الدهشة أمعن النظر في الأفق ..! علي أرنو إليك وأنت معلق في السماء بدت لي ملامحك بعيدة .. مددت يدي إليك ظننتني سأصل . فلا يمنحني القدر مهجتي تسخر مني الأرض هامسة لي بتشفي:
محاااااااال ..! أيتها الواهمة أنتö هنا عالقة بي وهو هناك حيث البعد البعيد .
رجوتها أن تطلق أسري علي أصل إليك فرفضت وهي تسكب همسها إلى مسامعي بخبث موجع :
لا فكاك ..عندما أمل منك أطلقك عندها لا حاجة بتشبثك بي.. أو تشبثي بك .
ظللت مكاني وأنت هناك تراني صامتا تبتسم ..! وينبثق نور ما من عينيك كأنه شعاع تسلطه على وجهي فارفع ذراعي المسبلتان بصعوبة لأحمي عيني من سطوعك أرفع نظري .. أتقصى وهجك فأراك معلق في البعيد لا أميزك ..! مع أني أحفظ ملامحك من زمن مضى لكنك تبدو مغايرا تبدو مشرقا كملاك بهي تفيض سعادة وقد تزيد.
ولما لا ..! أنت في نقاء السماء وأنا في وحل الارض أتهدج حزنا ادعي السعادة ولا أتقن الادعاء وإن خدعت نفسي .. وحدك من تعرفني بأني لست من أدعي أني هي . فهل تعلم أني لم أعد كما تركتني ..!
لقد محقتني الأيام بقسوتها وأخذت مني براءتها التي لم تعهد مني سواها وزرعت فيني عنفها والألم ولم أعد أملك في غيابك سوى ذاكرة تأكلني حد الوجع فانكفئ عند محطاتها أنزف جرحي وأخط عبثا لثأرك الأكبر لعلي أغسل ترهات هذا الزمان لعلي أشفى من البعد الأليم لعلي أكون تلك التي تركتها قبل يوم الذبح العظيم.
ولا شيء أمامي سوى أن أحن .! وينتابني الفقد الموجع ولا شىء بيدي سوى أن أبحث عنك فلا أجدك .. أناديك فلا تجيب .. تسمعني ولا أسمعك .. وأراك وقد لا تراني وأطيل النظر الى محياك ..أغمض عيني .. أفضي إلى نفسي .. ألتحم مع روحي .. أتماهى بتوحدي.. أغوص في صمتي .. وأردد .. متى ..¿!
و … ! وأردد متى ..¿

قد يعجبك ايضا