هبة الرحمن.. أهلا

جمال الظاهري


 - ما أسرع دوران عجلة الزمن تسير بسرعة مذهلة ترتجف منها القلوب الحية ماذا قدمنا لأنفسنا وفيما انقضت أيام عام كامل من أعمارنا.. يا الله ما أقصر هذا العمر.. ! ع
جمال الظاهري –

ما أسرع دوران عجلة الزمن تسير بسرعة مذهلة ترتجف منها القلوب الحية ماذا قدمنا لأنفسنا وفيما انقضت أيام عام كامل من أعمارنا.. يا الله ما أقصر هذا العمر.. ! عام مضى كلمح البصر من حسابنا في هذه الدنيا يقابله اقتراب عام كامل من الآخرة.
هاهو رمضان الرحمة والمغفرة والعتق من النار قد جاءنا هذا العام في موعده المحدد زائرا كريما سمحا وافرا بعطاياه كي نكفر عن زلاتنا داعيا إيانا إلى المحبة والتصالح والتآخي محملا بموفور العطاء والهدايا التي نحن في أمس الحاجة إليها بعد أن استحوذ الشيطان على الكثير منا دافعا إياهم إلى طرق الردى من الأحقاد والحسد والاحتراب كما يجدد لدينا الأمل لمن أراد التوبة والرجوع إلى الله داعيا من أذنب وأخطأ في حق أخيه إلى انتهاز هبة المولى عز وجل للتوبة والإقلاع عن ما يرديه في الجحيم ومحفزا على التآخي ونبذ الفرقة ومجزلا العطاء لمن تاب وأصلح وأناب.
وإذا ما أردنا الغفران فإننا مطالبون بأن نغفر لبعضنا بعض وإذ أردنا العفو فعلينا أن نعفو عمن أساء إلينا لأن الجزاء من جنس العمل فعفونا هنا يمنحنا العفو الرباني هناك وانتقامنا هنا يعرضنا للانتقام هناك.
ولأن الإنسان بطبعه طماع ومكابر كان من لوازم قبول العبادات والجزاء الوفير لها أن يكون ضميرك كمسلم نقي متسامح بعيدا عن الحقد والغل ومتسامح مع من خاصمك ومن متطلبات التواب الجزيل التحلل من بعض الأمور الذي يراها الإنسان بسيطة إلى أنها من محبطات الأعمال لهذا يستحب وبالذات عند دخول الشهر الكريم أن نعتذر لأولئك الذين يعشعشون في ضمير كل واحد منا ويقلقون نومنا ويغرسون خناجر الحقد في ذاكرتنا النازعة للانتقام وعدم التسامح مع من اختلفنا معه وبالأحرى طلب العفو من أولئك الذين سببنا لهم الألم أو استولينا على ما يخصهم.
وهذه دعوة لفتح القلوب المغلقة بمفتاح التسامح وطرق الأبواب التي أغلقت بيننا ووضع باقات الأزهار على عتبات إخواننا لأن هذه تعاليم ديننا الإسلامي التي نهت وشددت على عدم الخصام والقطيعة ودعت إلى الألفة وحثت على كل ما يدعو إلى فتح قنوات التسامح والتواصل بين المسلمين بعضهم البعض وبينهم وبين أصحاب الملل الأخرى يقول رسولنا الكريم (محمد صلى الله عليه وآله وسلم): لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثة ليال فيعرض هذا ويعرض هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام”.
وهذه دعوة صادقة منا نحن أبناء اليمن المتلمسين لطريقهم وحياتهم الهانئة بعد كل الذي عانيناه في العامين الماضيين إلى أن يكون شهر رمضان هذا العام رمضان الهداية إلى ترسيخ قيم ومحبة جديدة خالية من المشاكل والمهاترات والمشاحنات والحقد والكراهية.. دعونا نستقبل المنح الربانية هذا الشهر بعيدا عن أوجاعنا وما جلبته السياسة والفرقة علينا وعلى البلاد بلسان الشكر والذكر والرجاء من الله أن يمن على اليمن وجميع المسلمين بالخير والمحبة والإخاء ونعتذر لبعضنا البعض عن كل كلمة جارحة بقصد أو بدون قصد عن أي فعل أضر بأحلامنا عن أي موقف خطأ بعلم أو بدون علم عن أي حكم متسرع جرح أخا لنا.

قد يعجبك ايضا