العاشق المتوحد

عبد الرحمن بجاش


عبد الرحمن بجاش –
بين يدي كتاب جديد غلافه أخضر يشيع البهجة في النفس أرسله إلي صديق أعز وزميل ظللت انتظر الفرصة لأن أقول عنه شيئا حتى أتت فرصة أن أهداني كتابه موشى بأحرف من ذهب, إهداء يكشف عن نفس نظيفة خضراء كلون الغلاف .. وبالمناسبة أنا اعشق اللون الأخضر فإذا ما تجاور مع الأبيض فيكون يومك بل أيامك كلها نهارات موشاة بمشاقر من صبر هي ازاب بياض قرنفل كلها مشاقر تزين الخدود والنفوس.
من أنا حتى استطيع مجاراة قلم بحجم سلطان الصريمي فحين يقول صاحب (نشوان) )ستطيع أن أجزم بأن الكتاب الذي بين أيدينا, الأغنية الشعبية اليمنية أبعادها الثقافية والجمالية) يعتبر من بين أهم الكتب التي اهتمت بالتراث الثقافي اليمني وخاصة الكتب التي درست الأغنية الشعبية .. فقد بذل الباحث والأديب عبدالرحمن سيف اسماعيل جهدا مضنيا .., حيث تناول بالبحث والدراسة الأغنية الشعبية في أكثر من بعد اجتماعي وصنف أكثر من نوع من أنواعها .. بالإضافة إلى الجهد الملحوظ في جمع مادة الكتاب الغني بالمواضيع إلى درجة تثير الإعجاب …….., في مقدمته يقول عبد الرحمن : يعتبر الفن وعلى وجه الخصوص الفن الشعبي من أهم واقدر الفنون التصاقا بالواقع والإنسان وأنا يعجبني بل أتماهى به من يكتب أو يعيش القرية بفنونها الآتية من رحم التصاق الإنسان بالأرض تليم ومحراث وثور, وصراب!, ولا ادري لم كلما غصت في كتاب اسماعيل أتخيل (الجنة) – بكسر الجيم وتشديد النون – ( يتعسنف ) حين يندمج في الرقصة الزبيرية, ويغيب يغيب على صوت زفة منى علي يندمج بما حوله فإذا فاق عاد للشرح يلتصق بالأرض ألا ترون كيف ترقص الأرض هي أيضا طربا حين تتلقى أول رسائل حب السماء ( المطر ) … والكتاب أي كتاب انعكاس لنفس صاحبه وهذا الرجل اخضر النفس واخضر النفس لا يمكن إلا أن يكون ارضا للخير فإذا تحدث يقنعك أن الكلمة الجميلة لا يمكن أن تأتي إلا من نفس أجمل .. وإذا صمت عليك أن تعيد قراءته من جديد هذا الرجل يقدم كل جميل فهو احد عناوين الإدارة المحلية بدون ادعاء ولذلك فهو منسي .. لا بد أن يكون كذلك فالمبدع في هذه البلاد يجب أن ينسى!, وعليه هو – قدره – أن يترك المكان للمزعبقين الاتناك من لا يزالون يتعاملون مع البشر على أنهم مجرد رعيه لا ادري كيف اقتلبت الآية هذه المرة فوجهت التهمة للرعية على أنهم مشائخ سوبر !! معادلة مختلة بالتأكيد!.
وعبدالرحمن سيف اسماعيل الذي يعاني بصمت على مستوى صحته حزبي فريد من نوعه كلما اختلفت معه ازداد احتراما لك وكبر في نظرك -لا أقصد بجاش – أتحدث عن المطلق في علاقة الرجل بالآخرين وتجذره في الاشتراكي جذع شجرة وارفة الظلال تعطي أجود أنواع الثمر …. لم أر الرجل في حياتي يمارس الشطط من أي نوع وهو الناثر أيضا من يجيد تطويع الكلمة لما هو خير للإنسان لا يتاجر بها ولا يزايد . بالتأكيد أنا لا أبالغ واسألوا الجميع عن عبد الرحمن سيف اسماعيل … سيقولون لكم …. دعونا نكون هنا قرويين بعض الشيء قبل أن يتهمنا الآخرون فالأعبوس تظل المنطقة الولادة ويكفي أن مدرسة الحرية أول مدرسة فتحت أبوابها في مناطق شمال البلاد إذا صح التعبير ويكفي أنني فوجئت وأنا في كنترول الثانوية العامة في العام 74-75 أن فتيات الاعبوس يظهرن على الاستمارات بصورهن بينما كانت بقية استمارات البلاد تغلق روحك بعبارة (محجبة) فلا تدري من يدخل قاعات الاختبار !!!ولا املك في آخر الكلم إلا أن أردد .. سبعة من المشرق ما أعجبوني …… واحد من الاعبوس ملأ عيوني ……. و .. شن المطر على تعز والأعبوس …. رد السلام على الحبيب مخصوص .