حالة إشفاق

محمد المساح


 - إذا شد على شيء.. أرخيته وإذا أرخى شدت بكل ما تملك من قوة.. إذا تشتت لا تلمه.. وإذا شرد تفكيره وذهنه في تصورات وأحلام وهمية وخيالية حيث يعوض ما يعجز عنه أو عن تحقيقه على مستوى حالته المعاشة.. يظل ينتظر أن تتدخل وتعيده إلى الواقع الخش
محمد المساح –

إذا شد على شيء.. أرخيته وإذا أرخى شدت بكل ما تملك من قوة.. إذا تشتت لا تلمه.. وإذا شرد تفكيره وذهنه في تصورات وأحلام وهمية وخيالية حيث يعوض ما يعجز عنه أو عن تحقيقه على مستوى حالته المعاشة.. يظل ينتظر أن تتدخل وتعيده إلى الواقع الخشن.. دفعته أكثر إلى الشرود والسرحان..
في هذه الحالة بالذات.. وقد طغت عليه كثيرا حالات الغياب والسرحان والشرود.. يثور في ذهنه.. هذا السؤال لماذا¿ في هذه الحالة. لا تعمل العكس¿ وتظل تراقبه ونظراته تغيم.. ويظل غارقا سابحا في عوالم بعيدة يلمح وجهها كطيف يظهر ويغيب.
ينتظر منها أن تناديه.. تلكزه على الأقل في الساعد أو الكتف وتجعله يستيقظ ويصحى من الشرود الذهني الطويل الذي ينتابه.. وكأنه بالفعل مصاب بحالة مرضية حقيقية وليست بعارضة.
وحين ينتبه من تلك الحالات الشاردة وتذكر فجأة وكالذي كان منوما وصحى.. أو مسلوب الوعي وعاد إلى وعيه في تلك الانتباهة.. ينظر إليها بصمت معاتبا لها.. ينتظر أن تبادله الكلام أي كلام.. يجتاحه الغيض.. وبرود وحياد أبر ديكسي معالم وجهها يبلغ غيضه يكتم احتجاجه في أعماقه ويذهب في حال سبيله.. يسير في الشارع يخطو خطوات بطيئة.. يدفعه ذلك التساؤل المعتاد.. صح.. وإلى أين¿ والذهن في حالة عطالة كاملة.. ينبثق أمامه وجهها المحايد البارد.. ليس الذي يشمت فيه.. لكنه فقط يشفق عليه.. ذلك الإشفاق الذي لا يجد له تفسيرا.

قد يعجبك ايضا