ضحايا الحروب والنزاعات المسلحة .. اوجاع مستمرة!!
تحقيق أسماء حيدر البزاز –

تحقيق / أسماء حيدر البزاز – –
الصراعات والنزاعات والحروب!! ويلات تتبعها مآس تحصد الأرواح وتخلف الدمار و الإعاقات التي لا تخفيها مرور السنين ولا تطيبها الأيام فآثارها النفسية والجسدية ووقعها الزمني والمكاني ينبش جراحات تتوارثها الأجيال المتعاقبة هي اليوم بحاجة ماسة من الجميع إلى تضميد ومسح الاحزان بالتوعية ونشر ثقافة التسامح .. كما أن على المنظمات الإنسانية والحقوقية والتنموية وما أكثرها ولا أبالغ إن قلت إن عددها قد يتجاوز عدد ضحايا الأحداث والحروب القيام بدور مساند في هذا الجانب لتجاوز آثار الصراعات المسلحة..
بدأنا مشوار أحداث اليمن بزيارة لبعض أسر حراس مؤسسات الدولة والتقينا بأسرة أحد أولئك الضحايا وهو الطفل محمد ابن الشهيد الجندي عامر حسين الخفجي حيث حدثنا قائلا: راح والدي شهيد الواجب في سبيل تثبيت الأمن والاستقرار في موطنه مبادرا للذود عن مرافق ومؤسسات الدولة إثر الأحداث التي مرت بها اليمن خلال 2011م وإزاء الاشتباكات الحاصلة آنذاك استقرت رصاصة طائشة في عينيه سلبته حياته.
وأضاف بكلمات تخنقها العبرات والألم: هل فكرتم كيف ستغدو حياتنا بعد رحيل والدنا الذي كافح من أجل قوت يومه وناضل في الدفاع عن وطنه حتى آخر قطرة من دمه وهو يحمي منشآت اليمن لنطرد من منزلنا ويتدهور بنا الحال إلى غرفة هي السكن والعيش والملاذ لي ولكافة أفراد أسرتي وبالمقابل لا نلقى إلا الجحود والإهمال من الدولة!!
شهيد الوطن
وكان لنا لقاء مع بعض أسر ضحايا ثورة التغيير في اليمن حيث التقينا بزوجة الدكتور الشهيد أحمد حمود هادي قطران أم الشهيد حمود قطران التي أسدلت عبارات من الأسى والحنين لروح فقيدها الذي اخترقت جسده الطاهر رصاصة أردته على التو شهيدا في جولة كنتاكي أثناء مسيرة شبابية آنذاك مبينة: رحل زوجي الشهم المعيل الوحيد لنا ولأسرته بعد الله سبحانه وتعالى وما إن رحل حتى تدهور بنا الحال وساءت بنا الأحوال وتفاقمت علينا الظروف بشتى مآسيها فلا منظمات تدعمنا ولا مؤسسات ولا جهات حكومية تنظر إلى وطأة مصابنا بعين العطاء سواء عطاءات عينية تقدم في مناسبات معينة من بعض المؤسسات الخيرية بالرغم أن زوجي قدم نفسه رخيصة في سبيل اليمن وازدهارها ولكن ذلك لا يثمن عند البشر!!
ومن ضحايا الاشتباكات التي جرت في منطقة أرحب جبل الصمع التقينا بأسرة الشهيد الشاب محمد يحيى الدباء حيث أفادنا والده بقوله: أثناء ما كان ولدي عائدا إلى منزله مع عمه تحت جبل الصمع تم إطلاق النار بشكل مكثف على السيارة بسلاح 14/7 مما أدى إلى إصابة عمه واستشهاد محمد برصاصة خرقت جسده واستشهد على إثرها فورا.
وأوضح يحيى: وهكذا راح ولدي ضحية صراع لا ذنب له بها سوى أنه مواطن لا حول له ولا قوة فحسبنا الله أن تصير دماء أبنائنا تصفيات لأطماع وأحقاد وحروب تتاجر وتنتصر بحصاد الأرواح.
مأساة أسرة كاملة
وعن حرب الحصبة كانت لنا زيارات لعدد من الأسر فخرجنا بقصص مأساوية كان أكثرها مأساوية جريمة بحق أسرة كاملة يرويها لنا المتبقي من تلك الأسرة وهو حمزة عبد الرحمن شوبر بقوله: كان الوقت الساعة 12 ظهرا حين وصول القذائف إلى منزلنا فهرب والدي إلى حوش المنزل خوفا منها فأتته الشظايا على التو ومات. وبعدها هرعت والدتي وأخواتي مريم وريم وحنان وقد أصابهن الذعر والخوف وهن يحاولن الخروج من المنزل والهروب من القذائف ولكنها كانت لهن بالمرصاد وكان الموت حليفهن وأما أنا فأعاني من إعاقة مزمنة لا يوجد هناك من يدعمني حتى بقيمة علاج فما الذي اقترفناه لنلقى هذا المصير¿!!
وعن أحداث تعز الدامية سقط العديد من الشهداء والجرحى وغيرها من الأحداث والمواجهات المسلحة ومن أولئك كان فقيد تعز واليمن بأجمعها أسامة الوافي بعد أن كان مسعفا للجرحى صار جثة هامدة تحمل على الأكتاف برصاصة خرقت قلبه بحي الحصب بتعز. والحال نفسه يخط نفس التساؤل من قبل ذويه وأسرته بل وأسر أولئك الضحايا والشهداء والقتلى وهم يرحلون ويتركون خلفهم أطفالا وأسرا أو يعيشون ويتجرعون ثمن جروح ومعاناة لا ذنب لهم بها ولا يجدون مواساة أصدق من المعاناة!!
ضحية الإرهاب
اليمن تخوض حربا شرسة ضد مكامن الإرهاب وفي سبيل ذلك قدم الكثير من أبناء القوات المسلحة والأمن أروع ضروب التضحية والفداء وقدمت قوافل من الشهداء وإزاء ذلك التقينا بأسرة العقيد حسين الشبيبي -أحد قيادات الأمن البارزة في البلاد- والذي استشهد إثر كمين نصبه له عناصر القاعدة هو ومجموعة من رفاقه في أبين فأوضح لنا ولده الأكبر قائلا: «إلى الآن ونحن مصابون بأزمة نفسية حادة ويعترينا ذلك المشهد المرعب لأبي بعد اسشهاده بعد حربه ودحره مكامن الإرهاب والذي كان المفترض على الدولة أولا أن تقدر هذه التضحية على الأق
