أمان والخطيب وغيرهم ..

أحمد غراب


أحمد غراب –
أسوأ أنواع الشفاعة هي تلك التي تكون في حد من حدود الله تعالى لهضم حق من الحقوق دون طيب نفس صاحب الحق ومسامحته وصاحب هذه الشفاعة له نصيب من الوزر والإثم ولهذا غضب رسول الله صلى الله عليه وسلم من شفاعة أسامة بن زيد في حد من حدود الله وهو السرقة فعندما أهم قريش شأن المرأة المخزومية التي سرقت فقالوا: من يكلم فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم¿ قالوا: من يجترئ عليه إلا أسامة بن زيد حöب رسول الله صلى الله عليه وسلم¿! فكلمه أسامة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أتشفع في حد من حدود الله¿”. ثم قال: “إنما أهلك الذين قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد وايم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها”.
كل هذا تأكيدا لمبúدأ العدúلö والمساواة بين الناس من قتل يقتل هذا حكم الله كل إöنسان ينال جزاء عملöهö خيرا أو شرا دون النظرö إلى الأنúساب والأحúساب حدود الله تقام على الجميع فلا تسúقط لöقرابة ولا تخفف لهوى أو سياسة أو نفوذ أو وجاهة.
إذا كان هذا ما يخص الشفاعة فكيف بمن يريد أن يعطل حد من حدود الله ويحول دون إقامة العدل سواء في قضية مقتل أمان والخطيب أو أي قضية قتل أخرى¿!!
الإسلام دين شامل متكامل بتشريعاته وأحكامه يجب الأخذ به والتحاكم إليه وعدم التفريق بين أحكامه بحيث يعمل ببعض ويترك بعضا قال تعالى-:”أفتؤúمöنون بöبعúضö الúكöتابö وتكúفرون بöبعúض” و الحدود والقصاص جزء لا يتجزأ من تشريعاته التي شرعت لمقاصد عظيمة وهي حفظ الدين والنفس والعقل والمال والعرض وعدم تجذير القتل والفتنة وانعدام الاستقرار في المجتمع.
نقول لكل من يتستر على قاتل أيا كان عليك أن تستسلم وتنقاد لحكم الله عز وجل في القصاص فأحكامه كلها عدل وحكمة وتأثرك بتطبيق القصاص ورأفتك بالمقتص منه, نظرة قاصرة لو أنك نظرت إلى ما ارتكبه الجاني من الاعتداء على النفس المصونة التي حرمها الله إلا بالحق وما ترتب على ذلك من كسر قلوب أهل المقتول وإشاعة الخوف والرعب في المجتمع لعلمت أن مقتضى الحكمة هي قتل هذا القاتل ايا كان بغض النظر عن اسمه ومنطقته وحسبه ونسبه وحزبه ولو أنك تأملت تعطيل هذا الحد وما يترتب عليه من هرج وفوضى لعلمت أن مقتضى الحكمة والرحمة هي تطبيق الحد والقانون حتى لاتكون فتنة.
اذكروا الله وعطروا قلوبكم بالصلاة على النبي