رباعيات الخيمة

أحمد غراب

 - كنا في رباعيات الخيام لعمر الخيام وأصبحنا في رباعيات الخيمة لأحمد غراب :
سمعت صوتا هاتفا في الظلام 
فلترفعوا ياشباب الخيام
أحمد غراب –

كنا في رباعيات الخيام لعمر الخيام وأصبحنا في رباعيات الخيمة لأحمد غراب :
سمعت صوتا هاتفا في الظلام
فلترفعوا ياشباب الخيام
ما عاد فيها أي فعل سوى
صراع حزبي وكأنه دوام
الشعب قد اضناه طول الصراع
وصاحب الدكان ما زاد باع
وانتم تكيلوا بالسياسة ذراع
والبيض للاحزاب والشعب ضاع
ياليت شعري ايها الاصمعي
اكلت برعي والصبوح نعنعي
قم ارفع الخيمة وهيا معي
نعيد امجاد مجدنا التبعي
فكم توالى الليل بعد النهار
والدائري دار حتى الدوار
واليوم في الخيمة كما المسمار
مسمار جحا والا جزاء سنمار ¿
هيا هلموا ياشباب للإمام
لنزرع الحب ونفشي السلام
ما عاد فيه داعي لهذي الخيام
نقلد الزحمة ومافيه زحام.
يدرك الجميع أن الخيام حاليا لم تعد سوى مظلات لصراع سياسي اشبه ما يكون بذلك الصراع الذي كانت تتبادله خيام بني عبس وخيام بني ذبيان.
ولو ان العرب القدامى كانوا يمكثون تحت الخيمة لسنوات لماتوا من الجوع وهلكوا عطشا ولترملت نساؤهم وتيتم اطفالهم لكنهم كانوا يحملون خيامهم على ظهورهم وينطلقون في الصحراء بحثا عن الحياة والكلأ والماء.
بقاء الخيام سيكون رمزا للجمود والتحجر وليس للتغيير والتطور فاليمن اكبر من ان يكون خيمة وشلتها الريح اليمن منطاد نتمنى ان يحلق في الآفاق.
حان وقت العمل من اجل الوطن تذكروا حديث النبي صلى الله عليه وسلم عندما كان يجد احد المصلين لايغادر المسجد فقال له اخوك احسن منك لأنه يعمل ويصلي.
دعوا اصحاب البيوت والمحلات يتنفسون ويعيشون حياتهم فقد تعطلت مصالحهم وتكدرت احوالهم كان النبي صلى الله عليه وسلم ينهى الصحابة ان يبنوا في منزل ويردموا الاعشاش التي تبنيها العصافير في ظهر المنزل فما بالك بمن يسد طريق حارات ومنازل ودكاكين كثر الله خيرهم اصحاب تلك الحارات صبروا طوال هذه الفترة.
لا اعرف لماذا تذكرت الآن قصة اولئك الاثنين اللذين سكنا في خيمة وكانا راقدين على ظهورهما بالليل فنظر الأول للسماء وقال للثاني ايش تشوف¿ قال اشوف نجوم كثيرة .
قال وهذا على ايش يدل¿
قال : يدل على ان هناك مجرات وكواكب غيرنا في هذا الكون.
قال الأول : بل يدل على ان الخيمة انسرقت ولم يعد هناك داع لبقائنا هنا.
اذكروا الله وعطروا قلوبكم بالصلاة على النبي
Ghurab77@gmail.com

قد يعجبك ايضا