الإعلام الرسمي .. ما بعد المبادرة الخليجية
ناجي عبدالله الحرازي
ناجي عبدالله الحرازي –
لاشك أن حديث الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي أمام قادة القوات المسلحة اليمنية قبل أيام أسعد الكثيرين وإن أزعج البعض ممن يصرون على العيش في الماضي والتغني بأمجاده التي قادت البلاد والعباد إلى الأزمة التي لولا ستر الله والمبادرة الخليجية وما أعقبها لكنا حتى اليوم نعيش تداعياتها المؤلمة
فبالإضافة إلى حديثه عن أوضاع القوات المسلحة اليمنية وتأكيده المضي قدما في خطوات إصلاح أوضاعها أو إعادة هيكلتها تطرق الأخ الرئيس إلى التقدم الذي تحقق في مجال تنفيذ ما تضمنته المبادرة الخليجية نصا وروحا وبدى في نظر البعض كأنه أراد تهيئة اليمنيين لاستقبال مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الذي يعد أحد أهم ثمار المبادرة الخليجية التي أجمعت عليها معظم الأحزاب والجماعات السياسية في اليمن .
فالمبادرة الخليجية كما يدرك عقلاء اليمن لم تأت فقط من أجل وضع حد للأزمة السياسية أو الاحتجاجات أو الثورة الشبابية التي عصفت باليمن واليمنيين طوال عام 2011م على خلفية الأوضاع السائدة قبل ذلك العام ..
كما أن الأطراف الموقعة علي المبادرة لم تفعل ذلك من أجل تشكيل حكومة الوفاق أو من أجل استبدال الرئيس فقط أو من أجل إحداث بعض التغييرات في المناصب القيادية في هذه الوزارة أو تلك فقط بل جاءت لتحدث تحولا في حياة اليمنيين و لتمكنهم من التخلي عن كثير من العادات أو التقاليد أو السلوكيات التي اعتدنا عليها خلال العقود الماضية بما يتوافق مع مقتضيات التغيير الذي نعيشه ونحن نتطلع ليمن جديد
وبطبيعة الحال هناك الكثير مما قد يرغب كل منا في رؤيته سواء تعلق الأمر بمجال تخصصه أو بشكل عام لكي نشعر جميعا أن حياتنا قد تبدلت وأننا أصبحنا نعيش في ظل وضع طبيعي لا يختلف كثيرا عن حال دول وشعوب من حولنا بالنسبة لكثير من الإعلاميين أو العاملين في بلاط صاحبة الجلالة .. السلطة الرابعة .. لاشك أن من بين ما نتطلع إليه إحداث تغيير في أسلوب تعامل وسائل إعلامنا الرسمية أو الحكومية مع الأخبار الرسمية الروتينية التي لا تغني ولا تسمن من جوع..
بحيث تتوقف عن نشر أخبار لا أهمية إعلامية لها .. كما اعتدنا أو كما عودونا في المرحلة السابقة ..
فما الذي سيستفيده القارئ أو المستمع أو المشاهد من خبر تلقي كبار مسؤولي الدولة أو توجيههم برقية تهنئة أو تعزية لهذا النظير أو ذاك ¿¿
وما الذي سيستفيده القارئ أو المستمع أو المشاهد من أخبار عديدة مشابهة ليس فيها معلومة جديدة تمس حياتهم ومعيشتهم
وما الذي سيتسفيده رئيس الجمهورية عند نشر خبر مفاده أن الرئيس هادي جاء من بين أهم شخصيات عالمية دعمت مكافحة الأمراض في بلدانها..
فالرئيس عبدربه منصور هادي لا يحتاج إلى من يقول له أن النجاحات التي حققتها وزارة الصحة العامة والسكان خلال الأعوام الماضية لم تكن لتتحقق لولا الدعم السياسي الذي كان في أعلى مستوياته ممثلا بالأخ الرئيس عبدربه منصور هادي .. لأن رئيس الجمهوريه والمختصين في وزارة الصحة وكل اليمنيين يدركون جيدا أن الإنجازات في مجال الصحة مازالت دون طموحنا جميعا .. وإلا ما لجأ الكثير من اليمنيين للعلاج في الخارج بعد أكثر من نصف قرن من خطط وبرامج التنمية الشاملة التي انطلقت بعد ثورتي سبتمبر وأكتوبر ..
وهكذا يتطلع إعلاميو اليمن إلى أن يكون لدينا إعلاما رسميا لا ينشغل فقط بالأخبار التي لا تغني ولا تسمن من جوع بل بمهمامه الأساسية التي ترتبط بالناس .. بهمومهم ومشاكلهم اليومية وما يتطلعون إليه في يمن ما بعد المبادرة الخليجية.