انا لست نسخة مصغرة منكم‮…. ‬

‬حنان أحمد عوبل

‬حنان أحمد عوبل –
يعتقد كثير منا‮ ( ‬الآباء والامهات ومعلمون ومعلمات‮) ‬أن مجرد تلقين الطفل قيما‮ ‬تربوية إيجابية والاكثار من قول افعل ولا تفعل وهذا خطأ وذاك صواب‮ ‬‮ ‬كفيل بتحقيق تربية ابنائهم بنجاح بكل المعايير‮ ‬‮ ‬وعند اصطدام معظمهم برفض الطفل وعدم الانقياد لتلك القيم والمبادئ والمثل التي‮ ‬رسمناها لهم‮ ‬ركزنا تفسيراتنا على الطفل في‮ ‬حد ذاته باعتباره مسؤولا‮ ‬عن ذلك الاخفاق والفشل ولم‮ ‬يكلف احدنا نفسه مراجعة السلوك التربوي‮ ‬الذي‮ ‬انتهجه والذي‮ ‬ادى الى رفضه وعدم استجابته مما أدى ذلك المآل إلى مزيد من توتر العلاقة بينا وبين أبنائنا‮.‬
حضرت ام تطلب الاسترشاد لولدها صاحب الثماني‮ ‬سنوات قائلة ولدي‮ ‬تغير واصبح‮ ‬يكرر كلمة‮ (‬زفت‮ ) ‬واصبح عنيفا على اخوته الصغار ولا أعلم من اين أخذ هذا السلوك السيء‮ ‬‭, ‬ومن المضحك ان الام لا تعلم ماذا تعني‮ ‬الكلمة وبعد أخذ ورد طلبت منها زيارة الطفل في‮ ‬المدرسة من دون ان تخبره بزيارتها له كما طلبت منها ان لا تخبر الادارة بزيارتها فاستجابت الام وذهبت وكانت المفاجأة والاجابة على سؤالها بأن وجدت معلمته استخدمت نفس اللفظ ونفس حركة رفع اليد بالضرب في‮ ‬تعاملها مع طلاب الصف ¿¿¿‮!!!!‬
فأين‮ ‬يكمن الخلل إذن ¿ هل في‮ ‬أبنائنا الذين هم صفحة بيضاء¿ أم فينا نحن الكبار وما كتبناه على تلك الصفحات البيضاء النقية¿ أم المشكلة في‮ ‬الوسط الاجتماعي‮ ‬العام الذي‮ ‬يعيش فيه الطفل ويتأثر به ويعمل على تشكيل سلوكه وبناء شخصيته ¿
اصبحنا نشعر بحلقة مفرغة في‮ ‬تربيتنا لأبنائنا التي‮ ‬تجعل جهدنا في‮ ‬نهاية المطاف بغير ذي‮ ‬جدوى وتربيتنا بشكل‮ ‬يستجيب فيه للقيم التربوية التي‮ ‬نراها امرا فيه صعوبة وأصبحت تربيتنا لأطفالنا عبأ متعبا‮ ‬لا متعة رائعة‮.‬
فهل بالإمكان أن تصبح علاقتنا بأطفالنا أقل توترا‮ ‬وأكثر حميمية مما هي‮ ‬عليه الآن ¿ أقولها و بكل ثقة وبمليء الفم‮ : ‬نعم بالتأكيد نستطيع أما وأبا ومعلما ان نجعل من تربيتنا لأطفالنا متعة حقيقية وان نجعل أطفالنا أكثر اطمئنانا‮ ‬وسعادة دون أن نخل بالمبادئ التي‮ ‬نرجو أن‮ ‬ينشؤوا عليهاونحقق أكبر قدر من الفعالية في‮ ‬تأثيرنا على أبنائنا وطلابنا‮ .‬
وما علينا اذا اردنا أن نكون ناجحين الا أن نفهم عالم الطفل ونمتلك مفاتيحه كما هو حقيقة من‮ ‬غير تحريف ولا تأويل والتي‮ ‬بها سنتمكن من فهم سلوكه وخلفياته على حقيقتها فنتمكن من التعامل الإيجابي‮ ‬معه وأن لا نستسلم لفكرة أننا فشلنا في‮ ‬احتوائهم فنصاب بالإحباط والقلق كماعلينا تجاه التعامل مع الطفل ان نعلم ان عالم الطفل ليس نسخة مصغرة من عالم الكبار‮ ‬فنسقط عليه خلفياتنا وتصوراتنا كما انه ليس مجموعة من الألغاز المحيرة والطلاسم المعجزة‮ ‬فنعجز عن التعامل معه والصواب أن عالم الطفل في‮ ‬الواقع ليس نسخة مصغرة من عالم الكبار‮ ‬ولا عالما‮ ‬مركبا‮ ‬من ألغاز معجزة بل هو عالم له خصوصياته المبنية على مفاتيح بسيطة‮ ‬من امتلكها فهم وتفهم‮ ‬ومن لم‮ ‬يمتلكها عاش في‮ ‬حيرة وتعب وعلينا أن نثقف أنفسنا ونعلمها فن التربية وأساليبها ومداومة سؤال المربين والخبراء والعلماء في‮ ‬ذلك‮ ‬كما‮ ‬يستحب لنا متابعة الإصدارات التربوية الحديثة والوقوف على ما‮ ‬ينفع منها‮. ‬وانا من هذا المنبر أناشد وزارة التربية والتعليم ووزارة التعليم العالي‮ ‬ان‮ ‬يتقوا الله في‮ ‬مناهج كليات التربية وان‮ ‬يعيدوا النظر في‮ ‬مناهجها وكوادرهاالتي‮ ‬تحتاج الى تأهيل ومواكبة لهذا الجيل‮.‬
وأخيرا عليناجميعنا أن نعلم أن أبناءنا‮ ‬يتعلمون بالحب قبل أن‮ ‬يتعلموا بالأمر والشدة‮ ‬فلنحرص على توليد المحبة بينا وبينهم فالحب كلمة‮ ‬‮ ‬والحب نظرة‮ ‬‮ ‬والحب بسمة

قد يعجبك ايضا