أرض العنب وأرض العلم والعلماء وأرض العقيق والذهب
محمد محمد العرشي
محمد محمد العرشي –
مديرية بني حشيش أرض القصور والحصون والمدن التاريخية والمخزون الغذائي الذي يمد العاصمة بالخيرات وإذا تأملنا قليلا إلى ما تعج به الأسواق المركزية في كل من المدن الكبرى كصنعاء وعدن وتعز والمكلا سنرى أنها مليئة بأنواع الفواكه والخضار من جميع المحافظات ومن كل مدن ومديريات اليمن وذلك كله بفضل الوحدة التي أتاحت لجميع أبناء اليمن الموحد بأن ينعموا بجميع مزروعات أرضهم وفي نفس الوقت بفضل السادس والعشرين من سبتمبر التي ربطت جميع محافظات اليمن بشبكة طرق تمكن المواطنين من تسويق خيراتهم لتصل للجميع طازجة.
فما علينا إلا أن نقف صفا واحدا ضد من ينادون بإعادة التشطير ونعمل على تحقيق المواطنة المتساوية وتفعيل الدستور والقوانين والأنظمة في أجهزة الدولة والمجتمع وليكون القضاء العادل مرجع جميع الفرقاء.
وديان بني حشيش: تشتهر مديرية بني حشيش بتعدد وديانها وأهمها وادي السر المشهور بخصوبة أراضيه التي تمتد من محافظة صنعاء إلى محافظة الجوف وهذا الوادي يشمل عدة قرى ومسافته تمتد 30كم شرقا إلى الشمال من مدينة صنعاء وهو كثير الفواكه المتنوعة وأشهرها العنب وأحلاها عنب الرونة ولا سيما البياض وتكثر في هذا الوادي الآبار الجوفية والتي كان المواطنون ينزعون الماء بالمساني وقد ذكر المرحوم جواد علي في مقال له (في المصطلحات الزراعية في المسند) في مجلة الإكليل في العدد الأول السنة السادسة (1408هـ/1988م) في عبارة المسنى أنها جاءت في مصطلحات الزراعة والري في كتابة المسند. والمساني تتكون من بئر ويبنى على يسارها ويمينها ركنين بالحجارة الحبش أو بالحجارة البيضاء تركب بينهما عجلة وتربط بحبل وتركب فيه الدلو ويكون سير عجلة المسنى منحدرا من الأعلى إلى الأسفل ويغرف الماء بواسطة الدلاء المرتبطة بالحبال الذي تجرها الجمال أو الحمير أو الثيران والذي يسوقها المزارع ويفرغ الماء إلى حوض كبير ثم تعمل سواقي من هذا الحوض إلى المزارع وفي هذا الوادي منازل آل الروية. وأحد أعلام آل الروية هو الذي قام ببناء مسجد خضير في مدينة صنعاء القديمة كما ذكر المرحوم القاضي محمد أحمد الحجري في كتابه مساجد صنعاء ويوجد في هذا الوادي هجرة العلماء الفضلاء الذين كان منهم أئمة ومؤلفين ومجتهدين اجتهادا مطلقا وأشهرهم العلامة محمد بن إبراهيم الوزير صاحب كتاب (العواصم والقواصم) وما من عصر إلا ويظهر منهم عالم مجتهد وأشهرهم في عصرنا الحاضر العلامة زيد بن علي الوزير (وإخوانه) الذي أشرنا إليه في الحلقة الأولى من بني حشيش.
ومن وادي السر منفذ الطريق من صنعاء إلى البصرة في العراق وكان وادي السر كثير الخيرات وقد جاء ذكره في كتاب ارتفاع الدولة المؤيدية في عهد السلطان المؤيد الرسولي الذي حققه المحقق الكبير الأستاذ محمد جازم حيث قدرت بثلاثين ألفا وتسعمائة وواحد وثمانين دينارا.
ومن وديان بني حشيش وادي رجام المشهور بكثرة أعنابه وكثرة إنتاجه من المحاصيل الزراعية وتعدد أنواع فواكهه وأشجاره ورöجامú بكسر أوله وفتح ثانيه وسكون ثالثه يقع شمال شرق صنعاء ومن محلاته وقراه: الفرس وبيت الحنمي والحيوف.
ومن وديان مديرية بني حشيش وادي سعوان بفتح السين وسكون ففتح وهو ادي مشهور بكثر خيراته وتنوع فواكهه وكانت مدينة صنعاء القديمة في الماضي تعتمد على خيراته ولا سيما في موسم الخريف سواء من الأعناب أو من البلس أو الليمون أو الليم أو الأزهار والرياحين والكثير من النباتات الطبيعية ويوجد في سعوان جمعية سعوان التعاونية الزراعية والتي أسسها التعاوني الكبير الشيخ محمد بشير من أبناء سعوان وقد أسست العديد من الجمعيات التعاونية الزراعية في بني حشيش والتي أسهمت بدور رئيسي في نهضة سعوان الزراعية والمناطق الأخرى من بني حشيش. وسعوان تنسب إلى سعوان بن جشم بن عبد شمس بن وائل بن الغوث بن جيدان بن قطن بن عريب بن زهير بن أيمن بن الهميسع بن حمير بن سبأ.
ومن أشهر جبال بني حشيش جبل الغراس الذي يعرف الآن بجبل ذي مرمر أو جبل سخيم وهو يطل على مدينة الغراس وفيه قبر الإمام أحمد بن الحسن بن الإمام القاسم وللسيد العلامة المرحوم صلاح الوزير أبيات من الشعر يعبر عن شوقه إلى الغراس وهي:
لله أيامي بذي مرمر
وطيب أوقاتي بسفح الغراس
والجنس منظم إلى جنسه
وأحسن النظم نظام الجناس
والشكل معروف بأشكاله
والسر فيه السر والناس ناس
ومدينة شبام الغر