أدخلوها بسلام آمنين

عبد الرحمن بجاش

 -  
ظللت طوال ليلة أمس الأول أتابع كل صغيرة وكبيرة وعبر كل القنوات, والمواقع الإخبارية العربية وكذا صحف الصباح -  على اعتبار أن صحافتنا ينقصها المحلل والتحليل! -,
عبد الرحمن بجاش –

ظللت طوال ليلة أمس الأول أتابع كل صغيرة وكبيرة وعبر كل القنوات, والمواقع الإخبارية العربية وكذا صحف الصباح – على اعتبار أن صحافتنا ينقصها المحلل والتحليل! -, وبالمتابعة أقول أولا ليحفظ الله مصر, والثانية والثالثة والرابعة أن مصر مرآة للبقية فإذا حدث بها مكروه لا قدر الله فالنتيجة عندنا وعند غيرنا عربيا, ربما من يتحدثون عن مصريتها أو فرعونيتها أو انتمائها الحوض متوسطي ربما لا يدركون ذلك, نحن ندركه بل يجب أن ندركه, وخذ مثلا فقرار إغلاق السفارة السورية في القاهرة خطأ سياسي واستراتيجي بامتياز, فبغض النظر عن بشار ونظام بشار, فما يفترض أن يحكم النظرة إلى علاقة مصر بسوريا وتأثير الجغرافيا أن يدرك متخذ القرار أن امن مصر يبدأ من شمال سوريا, لذلك لم يكن عبثا أن يدرك ذلك محمد علي باشا وجمال عبد الناصر, فتكامل البلدين امنيا واستراتيجيا يحتم أن يكون التعامل مع الحالة السورية بادراك لما تعنيه علاقة البلدين وليس النظامين!, ثم أن مصر دولة فاعله في المنطقة ويفترض أن يكون لها كلمة في كل ما يحدث فيها وتكون كلمتها مرجحة, غير ذلك لا يجوز ولا يمكن ….., حين نعود إلى الداخل المصري في هذه اللحظة فيمكن لسوء التقدير أن يجرها إلى الهاوية ويجر العرب معها, والدعوات للإسقاط, أو للاقصاء, لا تناسب اللحظة, التي يستدعي أمرها بحسبة بسيطة أن يعود الجميع إلى صيغة تمكنهم من التواجد ضمن إطار الصورة, لأن الأمر قد يفلت في النهاية بين أيدي الفوضى, خصوصا واللحظة ضاغطة بهذا الشكل المخيف, لولا أن الجيش المصري مؤسسة لها تقاليد وقادتها محترفون وكبار ويمثلون روح الدولة التي عمرها أكثر من ألف عام لكنا قد سمعنا البيانات الأولى وليس البيان الأول من بدري, ولذلك لا بد للسياسيين أن يكبروا بقامة الجيش المصري وليس بقصر أحزابهم الذي لا يمكنه أيضا أن يرى البلاد تنحدر ويظل متفرجا, حتى أنا سأخرج ضد سكوته.
إن عاما من الحكم في مصر اثبت حقيقة مفادها أن من كانوا خارج إطار الحكم لم يكتسبوا التجربة إلى الآن, ولذلك بدا الإخوان أنهم أبعد ما يكونون عن أن يحكموا, واثبت أن المعارضة هشة لا تمتلك رؤية بعيدة المدى, ما يحتم على الجميع العودة إلى صيغة من خلالها يواصلون التعلم وقبول الآخر.
وعلى المعارضة ألا تعيد نبش القبر الذي كان يفترض أن التراب قد دفن الجثة فيه! فأن تعيد الحزب الوطني إلى الواجهة مسألة لها ثمنها وستدفعها مصر, كان يكفي أن يعيدوا الشباب أصحاب ثورة 25 يناير إلى الواجهة بشرط أن يستفيدوا من الأخطاء التي رافقت خروجهم, وما أدى إلى ضياعهم وتسيد من جاءوا متأخرين للواجهة كلها!, من يطيل النظر في الصورة سيرى أن المصريين مقسومون بين التحرير ورابعة العدوية وهي إشارة إلى النتيجة التي ظهرت عقب الانتخابات, ما يحتم على الحكم أن يعيد الحساب, وأن لا تبعث المعارضة من في القبور إلى الواجهة, فذلك بالتأكيد ليس هو الحل, مثلما هو شعار (الإسلام هو الحل) لم يعد كذلك مع حقائق المشهد في الشارع . نحن نقول ليحفظ الله مصر, كيما نظل ندخلها إن شاء الله آمنين.

قد يعجبك ايضا