بقايا النظام .. بقايا الثوار

عباس السيد


 - ينظر الكثيرون إلى الرئيس عبدربه منصور هادي ـ نائب رئيس المؤتمر الشعبي والرجل الثاني في النظام السابق لأكثر من 15عاما  كقائد لعملية التغيير وتحقيق أهداف الثورة الشبابية السلمية
عباس السيد –

ينظر الكثيرون إلى الرئيس عبدربه منصور هادي ـ نائب رئيس المؤتمر الشعبي والرجل الثاني في النظام السابق لأكثر من 15عاما كقائد لعملية التغيير وتحقيق أهداف الثورة الشبابية السلمية . لا يزال المؤتمر الشعبي متواجدا في كل مفاصل الدولة من رئاسة الجمهورية إلى أدنى مرتبة في السلم الوظيفي ..هو الأغلبية في مجلس النواب وصاحب الكلمة في الشورى له نصف مقاعد الحكومة ونصيب الأسد في مؤتمر الحوار وهو الذي يقود السلطة المحلية في معظم المحافظات .. ومع ذلك لا يوجد عند ” أنصار الثورة ” ما يستدعي القلق من كل هذه ” البقايا ” والمشكلة الوحيدة التي تؤرقهم تكمن في شوقي هائل محافظ تعز فهو ـ بالنسبة لهم ـ الخطر الحقيقي على مسيرة التغيير بلطجي عفاشي مؤتمري وهو وحده كل البقايا ولا بد من إسقاطه وتعيين محافظ ” ثوري ” بدلا عنه .
البعض يضيف : أين كان شوقي هائل عندما كان الشباب يحرقون في ساحة الحرية ¿ وفي نفس الوقت يوجهون تهديداتهم بضرب المصالح التجارية لمجموعة هائل لمجرد اختلافهم مع المحافظ حول تعيين مدراء المكاتب العامة .. فماذا نسمي أمثال هؤلاء ثوار بقايا ثوار أم بقايا ماذا¿
لا يمكن لنا مقارنة علاقة المحافظ شوقي هائل بالنظام السابق بتلك العلاقة التي تربط بين النظام السابق وكل من محافظ إب القاضي أحمد الحجري أو محافظ عدن وحيد علي رشيد أو حتى أمين العاصمة عبدالقادر هلال ـ على سبيل المثال لا الحصر ـ . وبغض النظر عن تلك العلاقات والروابط فإن اختزال مفهوم ” النظام السابق ” في مجرد أشخاص فيه مغالطة تتراوح بين سوء النوايا عند بعض النخب وسوء الفهم عند بعض العامة .
فالنظام السابق هو في الحقيقة منظومة من السياسات والممارسات التي كان أبرز ملامحها الاستحواذ على السلطة والثروة والوظيفة العامة وإذا أراد الثوار ـ أو بعضهم ـ تطبيق نفس السياسات القديمة فهم نظام سابق أيضا ويجب التعامل معهم على هذا الأساس . وبالعكس إذا حاول بعض ” المحسوبين ” على النظام السابق أو على حزبه تطبيق ما خرج الثوار من أجله فهم ثواااار وليسوا بقايا نظام . ومن ثاروا من أجل أن يكونوا مجرد بدلاء لأشخاص النظام السابق هم أكثر بلطجية وانتهازية مقارنة بمن سميناهم البلاطجة .

قد يعجبك ايضا