الحوار.. والهوية الوطنية

عبده جحيش

 - ان البحث في دراسة الهوية الوطنية ينطلق من الحديث عن روابط المواطنة وقواعد العيش المشترك باعتبارها رافعة الهوية الوطنية وحاضنتها لذلك يجب على المشاركين في مؤتمر الحوار
عبده جحيش –

ان البحث في دراسة الهوية الوطنية ينطلق من الحديث عن روابط المواطنة وقواعد العيش المشترك باعتبارها رافعة الهوية الوطنية وحاضنتها لذلك يجب على المشاركين في مؤتمر الحوار الوطني الشامل أن يهتموا بمناقشة تلك الروابط والقواعد من حيث كونها التزام قيمي واخلاقي يحمل جملة من الثوابت التي تؤكد انه لا يمكن للهوية أن تستقيم وتأخد مكانتها الطبيعية الا من خلال الممارسة العملية التي يتجسد في إطارها العيش المشترك باعتباره:
– الولاء لمجتمع واحد مع الأخذ في الاعتبار تعدد الانتماءات السياسية والمذهبية والمكانية بعيدا عن الشعور بالتمايز أو التفاضل أيا كان شكله أو نوعه.
– العيش المشترك وبما يعني تلاقي ابناء هذا الوطن تحت مظلة العدل الذي به يتحقق مبدأ المواطنة المتساوية ومبدأ تكافؤ الفرص ومبدأ عدالة توزيع الثروة والسلطة وحيادية الوظيفة العامة منعا لسيطرة مجموعة معينة على مفاصل السلطة ومصادرة الثروة وعلى فضاءات الأرض ومنافذ البحار أي امتلاك اضلاع مثلث السلطة/القوة/الثروة وهو ما حدث في الفترات السابقة وأوصلت ابناء الشعب إلى ثورة التغيير الشبابية التي حملة الهدف الأسمى وهو خلاص الشعب من التخلف والقهر.
– ان ثورة الشباب لم تأت من فراغ أو ترف لقد كانت نتيجة حتمية لسياسات حكومية فاشلة قامت تلك السياسات على عاملي الجهل والانتهازية رافق ذلك انتشار الرشوة والإثراء غير المشروع والتزوير والتدليس والسرقة والتعدي على املاك واراضي الدولة والمواطنين من قبل فئة معينة من مسؤولي النظام.
لقد تم ذلك في غفلة من الزمن كان الشعب يحكم فيه من خلال ديمقراطية عرجاء فصلها الحاكم على مقاسه هي ديمقراطية الاستغلال والفساد وقد شاركت الحاكم في ديمقراطية الاستغلال والفساد احزاب فاسدة تعايشت مع نظام الحكم الفاسد لثلاثة عقود من الزمن وارتكب هذا الثنائي (الحاكم والأحزاب) أكبر المحرمات بجمعهم بين الأختين السياسة والتجارة.
والسؤال المطروح على الساحة اليمنية هو: ماذا يريده المواطن اليمني من مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل¿
– المواطن اليمني اليوم لا يرى للدولة تواجد ولذلك فهو يريد من مخرجات الحوار دولة حقيقية على أرض الواقع حيث ان وجود الدولة يعني تأمين الناس من بعضهم وتأمين الطرقات وتأمين بيوت المواطنين من غير ساكنتها.. اذا فالدولة تعني تحقيق الأمن العام لكل المواطنين صغيرهم وكبيرهم فقيرهم وغنيهم ان تحقيق الأمن هو المشروع الأهم قبل أي مشاريع أخرى واذا وجد الأمن وجدت كل المشاريع الأخرى.
– المواطن اليمني يريد ان يكون له دولة فاعلة على رأسها رئيس وزراء حقيقي لا يكون موظفا عاديا عند رئىس الجمهورية لا يعرف كم ميزانية حكومته دخلا وانفاقا يريد رئيس وزراء تكون له صلاحيات دستورية يختار معاونيه ولا يفرضون عليه يكون مسؤولا عن اختياراته ويسأل عن اخفاقاته ويحاسب من قبل ممثلي الشعب.
– المواطن اليمني يريد رئيس حكومة يقود أكبر عملية تحول سياسي واقتصادي واجتماعي تحقق انجازات فعلية على ارض الواقع وخاصة المحافظات التي لم تصلها اهم الانجازات كمحافظات الجوف ومارب وصعدة وشبوة والضالع…الخ وان يصبح للتنمية وجود حقيقي فيها وذلك بعد ان تبين ان معظم تصريحات المسؤولين السابقين عن تنمية تلك المحافظات كانت وهما وسرابا ونوعا من الديماغوجية الاعلامية.
– ان الهوية الوطنية لكل ابناء الشعب لا تترسخ الا في ظل وجود دولة عادلة قوية تحمي الضعيف من القوي وتحمي الفقير من الغني والمواطن العادي من المتسلط وفي الأخير فإن التغيير لا يعني أن اقلع «بصلي وأزرع بدلا عنه ثومي».

قد يعجبك ايضا