الرئيس والحوار والشعب
باسم الشعبي
باسم الشعبي –
– كشفت كلمة فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية أمام الجلسة العامة الثانية لمؤتمر الحوار الوطني عن توجه جاد لإنجاح مؤتمر الحوار بكل السبل والوسائل والخروج بمشروع دستور وطني يستوعب كافة القضايا والتطلعات الوطنية ويتوخى إيجاد حلول لكافة المشكلات التي تورق كاهل اليمن ويفتح الباب أمام عهد جديد من بناء الدولة الوطنية التي خرج الشباب من أجلها إلى الساحات وأزهقت من أجلها الدماء على امتداد الوطن اليمني.
-لقد عبرت الثورة عن حالة اليأس التي وصل إليها الشعب من إمكان إصلاح الأوضاع واتساع رقعة المشاكل التي تهدد الكيان اليمني الواحد فجاءت لتضع حدا لكل ذلك ولتعلن عن بدء مرحلة جديدة من التغيير العميق الذي يستهدف الدولة بكل أدواتها وآلياتها والانتقال بها من حالة الضعف والوهن إلى حالة القوة بحيث تغدو قادرة عن الدفاع على كيانها الموحد وقبل ذلك الوصول إلى الناس من خلال وظائفها المختلفة للتخفيف عنهم وإعادة الأمل إلى نفوسهم بإمكانية التأسيس لعقد جديد من البناء والتطور والتقدم رغم التحديات الضخمة والصعبة التي تلقي بها المرحلة الحالية على كافة المستويات.
-إن الأحداث التي جاءت بهادي إلى سدت الحكم كانت استثنائية وهامة باعتباره رجل المرحلة الذي عليه أن يتسلح بالعزيمة والإصرار والتضحية للخروج بالسفينة اليمنية إلى بر الأمان في مهمة ليست سهلة أو هينة تقدمه في صورة المخلص الذي عليه أن يختار أدواته وآلياته بدقة متناهية وأن يختط مسارا جديدا وشجاعا لإحداث التغيير المنشود بعيدا عن كل ما هو قديم ومعيق وتقليدي ثبت فشله في مرحلة سابقةإنه بحاجة لمنظومة ضخمة من الأدوات والطاقات الفكرية المختلفة للعمل معه في صورة مؤسسية إبداعية جديدة تمتلك رؤية عصرية وجادة لمواجهة المشكلات ووضع الخطط الجديدة المبدعة لإنتاج الحلول الآنية والمستقبلية فمشاكل اليمن كثيرة ومتنوعة ومعقدة سواء على الصعيد الخدمي أو على صعيد المظالم التي أنتجت التمردات والحركات الشعبية الرافضة.
-الحوار يهتم بالشكل الجديد للدولة بينما اليمن بحاجة لإصلاحات عميقة وتغييرات جذرية تسبق أي تغيير يستهدف شكل الدولة ولئن بدأ هادي مهتما بالحوار وشكل الدولة الجديدة الذي سيتمخض عنه فإنه سيتطلب نفس القدر من الاهتمام في البدء بخطوات سريعة لتهيئة الأرضية لاستعادة هيبة الدولة ومنع تآكلها وتحللها واستعادة وظيفتها الطبيعية والموضوعية إن على الصعيد الأمني أو الخدمي لإعادة الأمل للناس وهذا يتطلب جهودا كبيرة وجادة وإمكانيات ضخمة يجب أن تصب في مكانها الصحيح فاليمن ليست الحوار فقط بل الشعب وحياته اليومية ومن ثم مستقبله.
-أمام هادي تغييرات ضخمة ومسؤوليات كبيرة عليه القيام بها بعيدا عن المحاصصات والتقاسمات لاستعادة الدولة ومن ثم تهيئتها للشكل السياسي الفيدرالي الوطني الجديد.