كلمة وشلها الريح
أحمد غراب
أحمد غراب –
عزيزي المواطن فكرت ان اترك لك الورقة بيضاء وانت عبئها بما تشاء.
خذ الورقة بيضاء واصنع منها سفينة ورقية وقل لطفلك الصغير ” احلم يا ولدي بأنك قبطان مثل نامق تعبر البحار والمحيطات بحثا عن حلم مفقود اسمه اليمن السعيد”
خذ الورقة بيضاء واعطها لطفلتك ترسم عليها نقشة حنا وقل لها ” ما أحلى نقشة الحنا يا بنتي “.
حروفنا تشعر بالخجل من كثرة ما انكتبت ولم تنفع.
منذ سنوات ونحن نكتب والمشاكل تعيد انتاج نفسها بذات التفاصيل.
نكتب في قربة مخزوقة وأنت تقرأ من باب التنفيس ثم تتمتم في نفسك ” هو خبر ” .
ياعالم يا ناس زلج عمري وانا اكتب عن خطف السياح وانقطاع الكهرباء وضعف النت وتدهور التعليم مغني جنب اصنج !
الحليم تكفيه اشارة فأي اشارة هذه التي عمرها سنوات.
المشاكل لم تعد تبالي بما نزخرفه من كلمات بل صار عندها مناعة وصارت مع كل مقال تخرج لسانها وتغني ” يسمعني حين يراقصني كلمات ليست كالكلمات “.
الوقاية خير من العلاج وعندنا لاوقاية ولا علاج ..
نحن الرواد في اختراع نظرية يومك عيدك .
المؤمن لايلدغ من جحر مرتين وعمرنا كله لدغات!
نحن شعب بالكاد يعيش لكي يلاحق بعد الخدمات الاساسية .
طيب افرضوا ان الشعب اليمني حدث له نفس سيناريو اصحاب الكهف ناموا ثلاثمائة وتسع سنين بيصحوا بعدها يدوروا بترول للماطور والا ربطة قات للموظف المختص علشان يمشي معاملته والا كرتون صابون للمدرسة غرامة لان ابنه قفز من فوق السور ..!!!
نعيش حالة تبلد عجيبة اشبه ما تكون بزهايمر جماعي يجعلنا نتحدث عن المشكلة كأنها حدثت اول مرة مع انها تكررت الف مرة ونفس الشكل والاسلوب.
لانتقن شيئا سوى استهلاك كل شئ حتى الكلام ولانحقق أي معدل نمو سوى الانفجار السكاني.
ما حاجتك للمقالات والشعارات والخطابات إذن¿
وانت المحصور بين قوت أو قات يومك!
وانت الباحث عن فرصة عمل كريمة تجعلك تقول بثقة ” عز الخيول صبولها” !
وانت الواقف في الجولة تحت الشمس المحرقة بانتظار عمل يوفر لك صرفة يومك.
خذ الورقة بيضاء واكتب عليها اغنية وارسلها مع الريح الى محبوبتك اليمن:
:” يا ريح يا ريح ياللي تدخلي للبيوت
قولي لمحبوب قلبي صاحبك شايموت
لايشرب الماء ولاياكل مع الناس قوت
ما قوته الا زبيبة تعتقه لايموت “
اذكروا الله وعطروا قلوبكم بالصلاة على النبي
Ghurab77@gmail.com