الاستغراق في تضميد جراحاتنا لن يوجد حلولا بل سيقودنا إلى متاهة الانتحار
حاوره عبد الملك الشرعبي
حاوره / عبد الملك الشرعبي –
الجميع مدعوون لأن يغادروا التخندق وراء المطالب العالية والذهاب لمعالجات موضوعية وطنية
يعلق اليمنيون آمالا عريضة على مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي سيضع الأسس والقواعد الصحيحة لإعادة بناء الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة دولة النظام والقانون والحقوق المتساوية والحكم الرشيد .. والمجتمعون في مؤتمر الحوار هم اليوم أمام فرصة تاريخية لا تتكرر لمعالجة كافة الملفات والقضايا الشائكة ورسم خارطة طريق تحدد ملامح مستقبل اليمن الجديد .. فهل سيكون المتحاورون عند مستوى هذا الحدث التاريخي الهام وسيحملون مسؤوليتهم باقتدار لإخراج الوطن من وضعه الراهن إلى وضع أفضل حالا ومستقبل أكثر أمنا وعدلا وانصافا¿!..
الـ(الثورة) التقت الدكتور عبد الكريم قاسم دماج الأستاذ المشارك في جامعة صنعاء – رئيس منتدى الحوار الفكري وتنمية الحريات وعضو مؤتمر الحوار الوطني وأجرت معه هذا الحوار المتصل بكل مايتعلق بقضايا الحوار الوطني ..
• ماهو تقييمكم لأعمال جلسات مؤتمر الحوار الوطني حتى اليوم ولمستوى وحجم التمثيل في فرق مكونات العمل ¿
– مؤتمر الحوار الوطني لا يزال في بدايته وما تم خلال الأيام الماضية كان نقاشات عامة ورؤى وأفكار لمختلف القضايا الوطنية المصيرية والمستقبلية التي سيناقشها مؤتمر الحوار الوطني من خلال الفرق التسع المشكلة لهذا الغرض وإشراك مختلف شرائح المجتمع في وضع تصوراتها وملاحظاتها لفرق العمل التي سيكون من أحد مهامها النزول الميداني والالتقاء بالناس والاستماع إلى آرائهم حول القضايا التي تهمهم وتهم الوطن .. وبالتالي فإننا اليوم نسلك الطريق الصحيح للخروج من عباءة الدولة الديكور إلى عباءة الدولة التي تحمل قضايا المجتمع وتلبي احتياجاته.
وأعتقد أن المتحاورين سيكونون عند مستوى المسئولية في مناقشة آرائهم وتبايناتهم ثم في الوصول إلى معالجات حول القضايا الخلافية المتعلقة بتفكيك الوضع الشائك القائم وهو وضع معقد من الناحية الأمنية والسياسية والاجتماعية والعسكرية والقضايا التي تطرح في الحوار قضايا لأول مرة تطرح بهذه الكيفية وبهذه النسبة من المشاركة المتنوعة ..وأعتقد أن تمثيل فرق العمل لمكونات ومحاور المؤتمر كانت متوازنة .
توازن
• ما تعليقك على وجود تزاحم على بعض فرق العمل .. هل لأهمية القضايا في بعض المحاور ¿ وهل هناك توازن في المكونات وخصوصا في مكون القضية الجنوبية ¿
– رغبة بعض الأعضاء من المستقلين والمرأة في الانضمام إلى محاور معينة أدى إلى تزاحم على هذه المجموعة أو تلك وبالنسبة للأحزاب فقد حرصت على توزيع أعضائها في مختلف المكونات وهيئة رئاسة المؤتمر حريصة على إيجاد توازن في جميع المكونات وأعتقد أن كل المكونات اختارت بعناية كبيرة من يمثلها في فريق القضية الجنوبية لأنها القضية الأكثر حرجا وهنا إما أن يظل اليمن دولة مدنية ديمقراطية وموحدا جغرافيا وإنسانا وإما نتعرض لإشكالات تؤدي إلى دخولنا في صرعا ت جديدة وفي عدم تسوية مرضية للشعب اليمني شماله وجنوبه. وأنا أرى أن عدد الأربعين عضوا في مكون القضية الجنوبية معقول جدا وطرق التنفيذ هي منطقية . وعلى الاخوان الذين وردت أسماؤهم في هذا الفريق أن يكونوا عندي مستوى المسؤولية لأنها أكثر القضايا الشائكة والأكثر خطورة فإذا ماتم التوافق على كيفية حلها في إطار الدولة اليمنية الواحدة الديمقراطية المتوازنة سياسيا واقتصاديا وعسكريا وجغرافيا فأنا أعتقد أن هذا هو المخرج لكل اليمنيين على مختلف توجهاتهم ومشاربهم وهو المدخل الرئيسي لحل كافة القضايا الأخرى .
وأعتقد أن من ينظر إلى المستقبل سيجد أن الدولة الديمقراطية المدنية هي الضامنة القدرة على استيعاب كل الأمور وحل كافة المشاكل المتراكمة منذ عقود طويلة فهذه القضايا إذا تم حلها والتي اعتبرها من القضايا الملتهبة سنلج إلى القضية الأكثر تاريخية وهي قضية وضع أسس الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة.
القضية الجنوبية
• كيف تنظر إلى القضية الجنوبية وإمكانية حلها ¿ وماهي رؤية الحزب الاشتراكي لمعالجتها ¿
– القضية الجنوبية تعد من أهم وأخطر القضايا الوطنية المطروحة أمام مؤتمر الحوار الوطني وأكثرها تعقيدا في إطار الإشكالية التاريخية الأكبر – قيام الدولة اليمنية الديمقراطية – دولة القانون والمواطنة المتساوية وعلى مدى عمق وعينا لما يعتمل اليوم من حقائق اجتماعية وسياسية وللكيفية التي سنتعامل بها مع هذه الحقائق ستتشكل صورة المستقبل فإما أن نتعامل مع هذه اللحظة التاريخية الحرجة كفرصة للتعبير عن الألم الطويل الذي الحقته بالمجتمع قوى الاستبداد والفساد وننهمك في مداواة جراحاتنا لندخل في متاهة البحث عن الحلول الجزئية العجلى و المتخبط