(العفش) الشخصي حيلة تمرر بها مئات الأطنان من السلع المهترئة وتباع في أسواق الحراج

استطلاع أحمد الطيار


استطلاع/ أحمد الطيار –
حين تزور المنفذ الجمركي بالطوال في مديرية حرض ستأخذك الدهشة وأنت ترى العشرات من الشاحنات الكبيرة محملة بشكل كبير ببضائع ليست ذات جودة بل بضائع أقل ما توصف بالمتهالكة إنها بضائع تضم مئات الأطنان من الأشياء المستعملة عديمة الفائدة تجار الحراج يجلبونها من السعودية ويفرجون عنها من الجمارك بطرق محتالة لتغزو الأسواق اليمنية على مرأى ومسمع الجهات والمصالح العديدة فما هي قصتها¿.
القانون
رغم أن القانون اليمني الخاص بالتجارة الخارجية والاستيراد صريح بمنع استيراد الأشياء المستعلمة وبيعها في الأسواق اليمنية كونها مضرة للصحة في جميع المجالات فإن منفذ الطوال الجمركي بحرض لا يزال غير معترف بهذه القوانين و هاهي العشرات من الشاحنات القادمة من السعودية تواصل الدخول محملة بمئات الأطنان من السلع المستعملة الرديئة منها والمتوسطة وتدخل للبلاد وتباع في أسواقها دون هوادة في واحدة من اكبر المواضيع خجلا ضد تنفيذ القوانين اليمنية .
احتيال
تكشف الصورة الواقعية من منفذ الطوال الجمركي وجود العديد من الشاحنات المحملة بالبضائع القادمة من المملكة العربية السعودية لكن المفاجأة أن تلك البضائع ما هي إلا مفروشات وملابس وخردوات مستعلمة عفى عليها الزمن بل أن بعضها عبارة عن شنط نسائية مهترئة وكراس مكسرة وثلاجات وغسالات غير صالحة وغرف نوم (مكركبة) ودواليب واكسسوارات ولعب أطفال وأحذية تكاد تفقد شكلها الأصلي وصحف ومجلات وخيام وحبال وافران وبوتجازات عفا عليها الزمن وغيرها من الأشياء التي لا يصدق الخيال إنها ستباع في السوق اليمنية.
كيف تدخل¿
يتخذ التجار والمخلصون الجمركيون طرقا ملتوية لتخليص تلك الشاحنات والسماح بخروجها من مدينة البضائع في المنفذ الجمركي ومن ابرز تلك الطرق الاحتيال الصوري على القوانين التي تمنع استيراد ودخول السوق اليمنية لأي سلع مستعملة وللتحايل على هذه المادة يقوم المخلصون الجمركيون بالادعاء أن حمولة شاحنة ما هي إلا عفش شخصي لمغترب يمني عائد من السعودية وهكذا يدخلون البضائع المستعملة بطريقة محتالة ويكون تحمل الضرر والأخطار الصحية التي تجلبها تلك الأشياء على حساب المواطن الغلبان.
مفارقات
ووفقا للقوانين فإن العفش الشخصي للمسافرين اليمنيين العائدين إلى الوطن لا يخضع لرقابة المواصفات والمقاييس وبيانات الشحنات وغيرها من المستلزمات البياناتية والاشتراطات الصحية باعتبارها مواد مستعلمة وهكذا وجد تجار الحراج كما يطلق عليهم في اليمن ضالتهم لإغراق السوق اليمنية ببضائع مستعملة رديئة وينشرونها في أسواق ومحالات عديدة تعرف بهذا الاسم.
وتحمل تلك الشاحنات أنواعا عدة من الأصناف المستعملة فمنها الصغير كالشمع والبخور ومواقدها والكبيرة كالدواليب وغرف النوم ومابين هذه الأصناف هناك أصناف لايحتمل العقل التفكير بها فهناك شاحنة كانت محملة بالبراميل الفارغة المهترئة ويحاول صاحبها جاهدا السماح له في المنفذ بإدخالها .
طرق النقل
تجار الحراج اليمنيون ليسوا وحدهم مشتركين في هذه العملية فهم عبارة عن سماسرة ووكلاء لتجار حراج من السعودية والذين يرسلون لهم يوميا بعشرات الشاحنات لتصريفها وتسويق حمولتها في اليمن ويقول احد المحرجين الذين التقينا بهم في المنفذ الجمركي انهم يتلقون مواد كثيرة ويقومون بتوزيعها في أسواق الحراج بصنعاء وعدن وتعز وكل المحافظات ويشير إلى أن التجار السعوديين يرسلون تلك المواد ويتم استخراج الوثائق الرسمية لها على أنها عفش لمواطن يمني مغادر للسعودية بأهله وهذه ممتلكاته يريد أن يوصلها لمنزله في اليمن وفي المنفذ يقومون بتفريغ تلك المواد إلى شاحنات تحمل اللوحات اليمنية وعلى مرأى ومسمع الجمارك ويتم تخليصها على هذا الأساس لكن عملية الدفع والرشاوى للجهات المختصة تتم في سرية محكمة
ليست كل البضائع التي يجلبها المحرجون من السعودية وتصل المنفذ الجمركي أشياء مستعملة فقط فهم يستغلون تلك العملية على أنها عفش لمواطن مغترب بالسعودية ويقومون بإدخال بضائع معينة برفقتها بل وبداخل تلك البندات وقد شاهدنا احدى الشاحنات التي كانت محملة بالتمر أسفلها ومن فوقها كانت ملابس وغرف نوم وأشياء أخرى مستعلمة وهكذا يستفيدون ويهربون بضائع جديدة في نفس الوقت .
مفاجأة
قضية بيع الأشياء المستعملة أو ما يطلق عليه الحراج ليست قضية جديدة في اليمن فهذه السوق ظهرت نتيجة للوضع الاقتصادي الذي تعيشه الأسر اليمنية والتي تحصل على المواد المحتاجة لها سواء للمطبخ أو غرف النوم أو المفروشات نظرا لأسعارها المناسبة ولعل الفقراء ومحدودي الدخل هم زبائن هذه الأسواق حيث تلبي طلباتهم وفقا لمستوى دخلهم لكن المثار حاليا أن هذه المواد المستعملة ذات أخطار صحية وبيئية بقوة وهو ما يجعل الكثر من الاقتصاديين وخبراء الصح

قد يعجبك ايضا