رئيس اتحاد المكاتب الهندسية أحمد العبيدي لـ»الثورة«:
حوارمحمد محمد إبراهيم

حوار/محمد محمد إبراهيم –
المشكلة تكمن في خروج الدولة عن وظيفتها كجهة رقابية
< مهندس أحمد.. في البداية سنذهب إلى مكان الخلل الفني في مشاريع الطرقات ومن زاوية هندسية فأين يكمن الخلل¿
- قبل الحديث عن الجانب الهندسي الهام في أي من مشاريع البنية التحتية وأهمها الطرق يجب أن ندرك أن أهم مؤثر في مسار جودة هذه المشاريع هو الوضع العام أو الجو العام المعكر بالأزمات التراكمية التي جعلت من عملية تنفيذ المشاريع تمضي برتابة وتعثر انعكس على جودتها فهي عبارة عن تحصيل حاصل.
والنقطة الأهم في ضعف هذه المشاريع وتهالكها قبل مرور أدنى نسبة من عمرها المفترض تكمن في الثقافة السائدة لدى الجهات المسؤولة تجاه الرؤى والأساسيات الهندسية التي تشكل في العالم صلب أي مشروع بنيوي لكنها في بلدنا آخر ما تفكر به الدولة وهذا الخلل يلقي بنفسه على مشاريع الطرقات سواء في الشوارع في العاصمة وما تعانيه من تهالك مستمر يعكس القصور الفني الكبير أو الطرق الطويلة التي تقام وتنشأ وتكشف مساوءها وضعفها في السنوات الأولى من عمرها الافتراضي وهذا دليل واضح على تغيب الدراسات الهندسية والتصاميم المبنية على هذه الدراسات ووفق المعايير الفنية اللازمة.
< مثل ماذا هذه المعايير¿ وأين نجد مسألة الاستشارات الهندسية من هذه المشاريع¿
- إجابة السؤالين هي متشابكة.. فمتى تم التركيز على الجانب الهندسي العلمي ومن ثم على الاستشارات الهندسية قبل وخلال تنفيذ المشروع ستأتي المعايير الكفيلة بنجاح وديمومة الخدمة المجتمعية من هذه المشاريع وهي التي ستخلق متانة وقوة لعمر افتراضي أطول.. فأهم المعايير في الطرقات الناجحة هي التركيز على المعيار الفني الهندسي الذي يبدأ بدراسة الطبيعة التي ستمر منها هذه الطرقات من خلال فحص التربة ومؤشرات كميات الأمطار والمسح المتعلق بالتكوين التضاريسي والاجتماعي والتنموي للمناطق التي يستهدفها المشروع وهذه الركيزة هي الأهم إذا توفرت بقوامها السليم ستنتج »جودة عالية أمان كافي تكلفة أقل«.
المعيار الثاني هو الجانب التنفيذي الذي يجب أن تتوفر فيها كل معايير ومواصفات العمل الدقيق تنفيذا لما هو قائم في التصاميم الفنية والدراسات سواء من حيث المواصفات المرتبطة بكميات مواد الرصف والتعبيد والمقاومة أو المتصلة بحركة المرور وأحجام وأثقال المركبات وأحمالها أو المتصلة بالبعد الزمني الذي يضع في الحسبان مؤشرا للنمو السكاني خلال (20) سنة مثلا وهو ما يعكس تنامي لحركة المرور وإعداد المركبات.
المعيار الثالث هو معيار الصيانة والحفاظ على المشروع من عوامل الطبيعة كالأمطار وتآكل الردميات أو الانهيارات الصخرية خصوصا في المناطق الجبلية وبالتالي فالمعايير الأنجح مرتبطة ومتداخلة مع ثلاث مراحل إذا ضبطت الدقة فيها فلا خوف على المشروع »تصميم صحيح – تنفيذ صحيح- صيانة صحيحة«.
سبب الخلل
< الجهات الحكومية أو المنفذة.. تعزو معظم الخراب والتهالك في الطرقات الجديدة إلى عدم دقة الرؤى والدراسات الهندسية.. فما هو تفسيركم¿
- &