رئيس منظمة “رقيب”لحقوق الإنسان الإعلامي الدكتور عبدالله الشليف لـ(الثورة)
لقاء محمد محمد إبراهيم

لقاء/ محمد محمد إبراهيم –
حاولت كصحفي الوصول إلى مختطفين فوقعت في الخطف
تضايق من لمز زملائه له كونه من إحدى القبائل المعروف عنها الاختطاف فاستيقظ في نفسه داعي الواجب في الإسهام في تغيير هذه النظرة حين تكررت عمليات الخطف من قبل أناس في قبيلته فـــ”هزه الشوق نحوبني ضبيان”.. لكنه وقع مختطفا مع أول مهمة.. إنه الشاب الدكتور عبد الله الشليف رئيس منظمة رقيب لحقوق الإنسان نموذجا أصيلا من قبيلة بني ضبيان التي اشتهرت بالاختطافات..كان إعلاميا ومتابعا جيدا لبعض قضايا الاختطافات التي لم تسىء لمرتكبيها فقط بل أساءت للقبيلة والدولة وتاريخ الأصالة والقيم العريض لليمن واليمنيين.. وهو الذي أوصل الشليف إلى قناعة فحواها: أن الكتابة والنشر وحدهما لا يكفان معتبرا إن النشر يعني موت القضية.. ليظل الضحية يعاني والظاهرة السلبية تتسع في المجتمع..
في حوار صحفي لـ”الثورة”:تحدث الشليف حول قصص إنسانية مؤلمة عكست الأبعاد ذات الصلة بالجانب الحقوقي والتاريخي والاجتماعي لنشوء ظاهرة اختطاف الأجانب في اليمن…إلى تفاصيل الحوار.
■ بداية من خلال متابعتكم لقضايا مخطوفين..كيف بدأت نشاطك الحقوقي في مسألة الاختطافات¿ وما أهم موقف إنساني علق بذاكرتك لمخطوفين ( أطفال ونساء ) ¿
– في عام 2009م زادت الاختطافات بشكل كبير سواء المخطوفين المحليين أو المخطوفين الأجانب وقد كنت كلما ذهبت للجلوس مع الزملاء الصحفيين يعيرونني بأني قبيلي مختطف نظرا لكوني من أسرة قبلية وكان هذا يؤلمني فتواصلت مع عدد من أبناء القبائل لنضع حدا لهذه الظاهرة وهنا طلبوا مني خاصة زملاء من بني ضبيان زيارة منطقتهم للوقوف على الأسباب الحقيقية والحيثيات الصحيحة التي تقف خلف هذه الأفعال..
وكان أشد المواقف إيلاما هو موقف لسيدة هولندية مخطوفة في بني ضبيان عندما أخبروها أنها ذاهبة لمقابلة صحفيوكنا طبعا في جبال بني ضبيان فرحتú كثيرا وعندما دخلت الخيمة التي حدد الخاطفون فيها اللقاء نظرت إلينا ولم تميز أحدا لأني كنت ألبس الملابس التقليدية ( عسيب وجنبية وثوب )
ولما بادرتها بالكلام باللغة الانجليزية وأبرزت البطاقة الصحفية بكت وقالت لي قل لهم:”يكفي سوء هضم”.. وعندما انتهت المقابلة تمسكت بي وهي تبكي وكانت تقول: أريد الحياة ماذنبي ¿ خذني معك… وفعلا تقطع قلبي كانت امرأة في الخمسين من عمرها ولا تستحق تلك المعاناة .
وموقف آخر لم أنساه الشاب (ع. س) الذي اختطف بعد زواجه بنصف شهر بسبب خلاف على أراضي وظل في الخطف حتى رزق بمولوده البكر ولم يره إلا في الصحيفة التي كتبنا فيها مأساته ونشرنا صورة ابنه..فكان يتصل بي ويبكي.
■ كيف تعاطت القبيلة معكم .. حين قررتم مناهضة الظاهرة ¿
– عندما قررنا مناهضة الخطف التقينا مع مجموعة من أبناء القبائل إعلاميين وقانونيين وأسسنا المنظمة اليمنية لمناهضة الخطف والتقطع.. لكن حينها رفضت الشؤون الاجتماعية منحنا ترخيصا وظللنا نحاول إلى بعد الثورة.. حينها طلبوا منا تغيير الاسم كشرط للحصول على ترخيص فكانت منظمة رقيب.
وأتذكر أنني قمت بأول زيارة أثناء اختطاف نجل رجل الأعمال الخامري وكنت وأحد زملائي أول صحفيين نزور بني ضبيان وهنا حصلت قصة طريفة فلم نكن قد نسقنا مع الخاطفين وإنما ذهبنا مع أحد أبناء القبيلة وهو صديق لنا.. تركني وذهب هو وزميلي إلى منطقة أخرى ولما علم الخاطفون أني صحفي أتيت مستطلعا اختطفوني في البداية مهددين ومتوعدين وقالوا: “جنب أخوك”.. يقصدوا ابن الخامري المخطوف وعندها أخبرتهم أني قبيلي مثلهم وأقنعتهم من خلال معرفتي بما هو قائم بين القبيلتين (التي انتمي لها والتي ينتمون إليها).. فاستغربوا بشدة وظلوا يسألوني أنت صحفي أو قبيلي.. ونهاية اليوم تفهموا الموضوع بعد التواصل مع قبيلتي وتم الإفراج عني بعد أن أخذت المعلومات التي أردت..
أولى الشرر
■ برأيك ما هو التنفيذ الاجتماعي من وجهة نظرك كأكاديمي لطبيعة نشوء ظاهرة اختطاف الأجانب في اليمن¿
– ظاهرة الاختطاف لم تعرف بها اليمن إلا حوالي عام 1989م عندما قامت قبيلة بني ضبيان باختطاف أجانب للضغط على الحكومة للإفراج عن الشيخ ناصر السالمي الذي اعتقلته السلطات حينها على خلفية قضية ثأر.. وحينها تعاطت الدولة مع الخاطفين بالتفاوض وتم الإفراج عن الأجانب..بعدها تحولت المسـألة إلى وسيلة للضغط لتلبية مطالب حقوقية تفرضها القبائل على الدولة.
ثم تحولت إلى ابتزاز أمني وسياسي ويمثل اختطاف الأجانب وسيلة قوية للضغط على السلطات حينها خاصة مع وجود تهاون نحو الخاطفين وعدم وجود قانون للخطف لكن مع صدور قانون الاختطاف خفت حدة الاختطاف بشكل لافت ثم تحولت القضية من خطف من أجل مطالب إلى تبنى جهات ارهابية لع
