عن عناصر الفعالية في مؤتمر الحوار الوطني
حسن أحمد اللوزي

حسن أحمد اللوزي –
لا شك أن الذين يحرصون دائما على عدم التفريط في الحق ويتمسكون بقول الصدق هم أولئك الذين يحرصون في كلامهم وعرض مواقفهم على اختيار أسلوب السلامة والتواضع والمنطق والعقلانية.. ويتجنبون الوقوع في أسر ما يعتبر من قبيل العنف.. والقسوة والاستعراض.. وذلك لأنهم يثقون بأنفسهم وبعلمهم ومعرفتهم.. ويحترمون أنفسهم مثل احترامهم للآخرين من حولهم والذين يتخاطبون معهم الحقيقة التي تضعهم دائما موضع الاحترام والتقدير والاعتزاز.. لأنهم جعلوا من كل ما ذكرناه بمثابة شوكة الميزان في كلماتهم وتصرفاتهم وعرض مواقفهم بل وفي بناء علاقاتهم المشتركة بكل أطراف الحوار.
ونعتقد جازمين بأنه لا يوجد أسلوب آخر غير ذلك الأسلوب الحضاري الممتاز والمتميز في حلقات أو مجموعات الحوار والذي يتطلب الالتزام بالحقائق وبالمعلومات والأفكار والرؤى والبراهين من كل أولئك الذين يملكون المعرفة.. والحجة والرؤية الصائبة فيوظفونها جميعا لجهة المصلحة العليا للوطن الذي ينتمون إليه والشعب الذي يدينون بالولاء له ويعملون من أجله ولا يتناقضون مع أنفسهم والقيم والمبادئ التي يؤمنون بها خلافا لما يقع فيه البعض من السياسيين -للأسف الشديد-.
ذلك أن أوضح ما يدين السياسي هو في التناقض مع القيم والمبادئ التي يوهم الآخرين تمسكه بها فيما لا يدرك وهو يسعى راكضا في تطبيق مقولة خالف تعرف أنه ينكشف أمام الناس في ثنائيةمؤسفة ومحزنة لا تليق بالإنسان العادي فما بالنا بالإنسان الواعي المثقف الذي يتصدر حركة التفاعلات السياسية ليكون شريكا في العملية السياسية الانقاذية ويطمح أن يكون مبرزا فيها.. ومن رواد العمل السياسي المسؤول في البلاد واسمحوا لي اقتداء بالسنة النبوية الموجهة سوف أحرص على استخدام صيغة ما بال بعض السياسيين لا يتوقفون عند حدود التطاول على المبادئ والقيم وإنما يمارسون التناقض المكشوف بين كلماتهم ومواقفهم الأمر الذي لا يمكن أن يوصلهم إلى نتيجة بل سوف يزيد الأمور تعقيدا.. والأزمة حدة لأن الآخرين لديهم نفس الإمكانيات.. ويظنون بأن من حقهم السير على نفس منوال المكايدة المستهلكة والمضيعة عملا بمبدأ البادئ أظلم.. والأمل هو أن نصل إلى القول بأن البادئ أفضل.. وأعقل وأكرم حين يستهل تناولاته بحسن الظن معبرا عن روح التسامح والسمو.. والارتفاع إلى مستوى الدرجات العليا من المسؤولية.. والحرص على أدائها بصورة إيجابية ومرضية تحقق الفوز لرهان الشعب اليمني كله على مؤتمر الحوار الوطني الشامل بل وتفاعل العالم كله من حولنا مع مجرياته.. وتفاؤله بالنتائج التي سوف يتمخض عنها انقاذا للبلاد وتحقيقا لمراد العباد.
ولاشك أن لهذا التفاؤل وذلك الاطمئنان دوافعه الصادقة.. ومبرراته الواضحة لكل ما يمتلك المؤتمر من عناصر القوة.. والفعالية ذلك ان أهم عناصر الفعالية في هذا الجمع المبارك بالنسبة لمؤتمر الحوار الوطني الشامل ليس في الشخوص لذواتهم ولما يمثلونه¿! وإنما في القيم العليا الوطنية والعقيدية التي تجمعهم في بوتقة إيمان مصيري واحد لا يتجزأ وفي المقدمة المصلحة العليا للشعب والوطن التي هي فوق كل المصالح -أيا كانت- ومن ثم في النوايا الحسنة التي تنعقد عليها القلوب وتتعلق بها الآمال.. وتسوق إلى تطبيب النفوس وتضميد كل الحراج.. والتقاء الآراء وتقارب الأفكار.
وكذلك اللقاء في حد ذاته حول مائدة الحوار الوطني الشامل.. فوطنية الحوار وخضوعه لإرادة اليمنيين المستقلة والنافذة وشموليته حقيقة تكفل ترتيب الأولويات بصورة مرضية لكل من في ذهنه وتفكيره رأي أو فكرة أو حلم وفي سياق يقود للنقاش الموضوعي المنظم كما حدده النظام الخاص ولا يبقى بعد ذلك إلا الحرص على تحري الصدق وتجنب العنف اللفظي والمكايدة الفكرية والسياسية.. والتناول الواضح لكافة القضايا والمواضيع كما برز في العديد من المداخلات العقلانية التي قدمت الأنموذج الضامن لنجاح المؤتمر في تحقيق غاياته العظيمة لأن اللقاء بتواليه وتفاعلاته كفيل في حد ذاته حول مائدة الحوار -كما اسلفنا- بتوفير القاعدة الرئيسية التي تقوم عليها لبنات البناء الصادق للثقة والتقارب في الآراء والأفكار وتجنب ما يؤدي إلى تعكير الأجواء واستمراء الخلافات في الدائرة المغلقة على اللاجدوى وخاصة وان الجميع يدركون بأن البلاد خرجت من حافة فتنة ضارية وبدأت مرحلة مصيرية هامة مع انطلاقة الحوار الذي لابد أن يسير في طريقه الصحيح كما يؤمنون ويصرحون ويتحمسون وب
