زاده الحــــنين لهـــا

بلقيس الكبسي

بلقيس الكبسي –

بينما خطاه تحرث سخطها متثاقلة استرجع ذكرياته بألم .. لحظة وجد نفسه متسمرا تنهشه مخالب الفقد بينما تطوي نظراته أرجاء الغرفة الكئيبة وهو يغتسل بقطرات مالحة من سحابات عينيه .
الوحشة تنتابه وغيابها الفاجع يوشك أن يغتاله.. بينما نظراته تتخبط باحثة عنها يهتف مناديا باسمها وما من مجيب. تركته في موضع ما أخذته ورحلت ..!
أخبروه أنها لم تعد موجودة ذهبت الى حال سبيلها فجن جنونه المعتاد وانتابته حالة (هستيريا) . همس لنفسه متسائلا بحرقة :
لماذا تركتني ومضت..¿
جثم على ركبتيه احتضن ألمه أخذ يصرخ باكيا بحرقة لم يستطع المحيطون به تهدئته وقفوا والدهشة تأسرهم ..!
مرت لحظات وجعه كأنها دهر وها هو قد عاد متهاوي الخطوات الأرض في عينيه تضيق بما رحبت متجهما .. ساخطا .. يتسكع الاستياء في خارطة وجهه بينما يتوق قلبه للقياها.
أخذ يبحث عنها يناديها علها تجيبه فيلقي بنفسه بين أحضانها يعانقها بعمق ..! ويشتم رائحتها بفيض شهيق رائحتها تلك التي مازالت تسكنه وتعبق بشرايين روحه العطشى كما تتوق شفتيه للثمها وإرواء قلبه الظمآن بتقبيلها وعيناه يصافحانها بعتاب وحرقة.
وصل يحمل أثقاله الشاقة على كتفيه يناديها بصوت مجروح وحنجرة باكية مبحوحة بالألم وما إن سمعت صوته حتى هرعت مسرعة نحوه وإذا هي وهو وجها لوجه, نظرت إليه وهو يسوطها عتابا متمتما باستياء:
– أنت لا تحبينني.. لقد خدعتني.. تركتني وحدي ورحلتي..! وانفجر باكيا
احتضنت روحه التائهة عن مدارها .. ضمته إليها .. لثمته بعينين حانيتين أشارت إليه ليقترب منها ليرمي غضبه على صدرها ليعتذر له قلبها وبخطوات متهاوية أسرع نحوها ألقى جسده بين أحضانها أخذت أناملها تمسح شعره وبعض وجهه جففت قطرات دموعه المتقافزة على وجنتيه غمرته بحنان ورفق احتضنت وجهه بكفيها قبلته بين عينيه ضمته إلى صدرها رفعته عاليا وهي تلتهم وجنتيه وتزرع قبلاتها في كل شبر من مساحة وجهه همست له :
– حبيبي أوحشني غيابك التصقت نظراته بنظراتها احتضن وجهها بكفيه الصغيرتين تلمست أنامله وجنتيها اقتربت شفتاه منها رسم قبلتين عليهما أضاءت ابتسامتها روحه التي أطفأها الغياب وهمست شفتاها على مسمعه بصوت رخيم :
– نور عيني .. حبيب دربي .. أحبك.. أحبك كثيرا أكثر من أي شيء في هذه الدنيا لم أتخل عنك ولن أتركك أبدا أنت الغالي أنت الهواء الذي أتنفسه أنت قطرات الماء التي أحيا بها فكيف لي أن أتركك..!
انفرجت شفتاه بابتسامة طلت منها نواجذه هامسا لها:
) – ماما) فلماذا تركتني في المدرسة وحدي .. لماذا تخليتي عني وغادرتي..!!

قد يعجبك ايضا