الجهل أشد من الغرق

أحمد غراب

 - يتداول الناس مشهد فيديو مؤثر لزوجين وهم يصارعان الموت بعد أن غرقا فجأة في سد كمران بسنحان اليمنية ويبدو أنهما أبقيا الكاميرا في وضع التشغيل لتوثيق لحظات سباحتهما
أحمد غراب –

يتداول الناس مشهد فيديو مؤثر لزوجين وهم يصارعان الموت بعد أن غرقا فجأة في سد كمران بسنحان اليمنية ويبدو أنهما أبقيا الكاميرا في وضع التشغيل لتوثيق لحظات سباحتهما فباغتهما الموت رحمة الله تغشاهما.
والسؤال الهام لو كان اخونا واختنا الغريقان حيين يرزقان هل كان سيرضيهما أن نتداول هذا المقطع ¿
قطعا لا.
فلماذا اذن نتداوله وهما ميتان.
لايؤمن احدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ورحم الله الشاعر الذي قال:
واني لأستحيي اخي وهو ميت.. كما كنت استحييه وهو يعيش رسالة هامة وصلتني ارجو من الجميع قراءتها جيدا “السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. اعتقد انه وصلكم خبر استشهاد زوج وزوجته غرقا في سد كمران لكن هناك فيديو يصور وقت الغرق انتشر بكثرة وهذا يزعج اهلهم وذويهم لذلك نطلب منك أن توضح في منشور للجميع أن يوقفوا نشر هذا الفيديو ويكفي أن نترحم عليهما” للجميع اقول اوقفوا نشر هذا الفيديو الأمر بالنسبة لمن يتناقلونه ويشاهدونه مجرد مقطع درامي مدهش في حين الأمر بالنسبة لأهل الضحايا فقدان عزيز عليهما وانتشار مقطع الفيديو وتداوله يسبب ألما نفسيا لهم لهذا نناشد الجميع بحق كل المشاعر الانسانية والأخوية :
توقفوا عن نشر هذا المقطع واكتفوا بالترحم عليهما هكذا تكون الأخوة الصحيحة وهكذا الايمان والحكمة اليمانية أن أراعي مشاعر اخي حيا وميتا.
الشئ الذي يجب أن نركز عليه هو أن سد كمران شهد العديد من المآسي وحوادث الغرق وليست هذه أول مأساة بحسب الاحصائيات التي ذكرتها بعض المصادر الإعلامية فقد شهد هذا السد عشرين حالة وفاة خلال الخمس السنوات الماضية.
والسؤال في هذا البلد الذي تتكرر فيه سيناريوهات الموت بنفس التفاصيل عاما وراء عام كل هذه الارواح التي تذهب غرقا ألا تستحق من الحكومة والعقلاء والمثقفين أن يعملوا لوحات ارشادية تحذر من عدم السباحة في السدود بشكل عام لأن قاعها رمال متحركة اشبه بالفخ من سبح فيها تشده وتقتله غرقا.
حالات الغرق في هذا البلد اكثر من أن تعد في كل عيد تحدث ما لايقل عن عشرات الغرقى في البحار في حين تحدث حالات متفرقة من الغرق في البرك والسدود بسبب عدم التوعية.
سمعنا اكثر من حادثة عن غرق شاب مع زوجته في البحر وهما في أول أيام شهر العسل.
وسمعنا عن حوادث غرق عائلات بأكملها وسمعنا عن غرق فتيات اثناء جلبهن الماء من البرك بعد سقوطهن فيها وعن حوادث غرق لأطفال في البحر.
وسمعنا بالامس عن اربع فتيات من أسرة فارقن الحياة غرقا شرق صنعاء.
لا توعية لافرق انقاذ لا وسائل سلامة لا شيء سوى حوادث تتكرر بذات السيناريو ولا احد يتعظ.
المشكلة في هذا البلد ليست في حوادث الموت غرقا بل في استمرار حصاد الموت جهلا.
اذكروا الله وعطروا قلوبكم بالصلاة على النبي.

قد يعجبك ايضا