عزوف عن القراءة والكتاب يعاني من الكساد في بسطات ومكاتب المدن

تحقيق عبد الناصر الهلالي


تحقيق /عبد الناصر الهلالي –
مراكز الدراسات والمكاتب العامة تعاني الفراغ رغم مجانية إعارة الكتب

في التسعينيات كان يبيع عشرات الكتب النظرية (أدب تاريخ جغرافيا) يوميا..حتى العام2005م والكتاب يجد طريقه إلى القارئ.
جمال الحداد بائع كتب ثقافية في التحرير منذ عشرين عاما لم يعد بوسعه بيع نصف الكتب التي كان يبيعها في التسعينيات وبداية الـ(2000م) في اليوم الواحد..أحجم الكثير من المهتمين بالكتاب عن شرائه مؤخرا ما يؤكد عزوف الأغلب عن القراءة.
ويقول الحداد:»كنا نبيع الكتب الثقافية بشكل كبير في الماضي ..الآن لا نبيع إلا القليل جدا وأغلب ما نبيعه يوميا هي الكتب الدينية».

ويضيف: «كل المجالات كانت مطلوبة في السابق غير أن كتب الأدب والتاريخ كانت أكثر طلبا».
مثله فيصل الكامل صاحب أكبر بسطة لبيع الكتب المتنوعة في التحرير أيضا يعاني من عدم إقبال الناس على الكتب كما كان في السابق وأنه كان آخر كل شهر يشهد الكتاب انتعاشا في البيع مقارنة بجميع أيام الشهر حد قوله ويضيف:»كنا في التسعينيات نبيع أضعاف ما نبيعه الآن من الكتب».
الكتاب عامة يباع في (بسطات) بأمانة العاصمة والكثير من المدن اليمنية..وكان القارئ يجد فيها مبتغاه بخلاف المكتبات التي تبيع الكتاب بثمن مرتفع..الكتب بمختلف أنواعها تباع هناك ونادرا لا تجد كتابا تبحث عنه غير أنها في الوقت الحالي تعاني كثيرا من الكساد كحال القارئ الذي يعاني هو الآخر واقعا صعبا لا يتيح له شراء الرخيص والجيد من الكتب.
عبد الجليل قاسم كان يقرأ كثيرا ولا يترك كتابا يقع في يده إلا أتى عليه بوقت قياسي قبل سنتين لم يعد يشتري كتب الأرصفة التي كان يذهب لشرائها أسبوعيا..يقول» لم أعد أشتري كتابا واحدا ولم أعد أقرأ كما كنت» ويضيف:»كثر العيال شغلونا بمصاريفهم».الكثير ممن كانوا يتابعون جديد الكتب ويقرأون على الدوام تركوا الكتاب مؤخرا حتى إذا حصلوا عليه مجانا بحسب حسن القاسمي..ويقول القاسمي توجد كتب ثمينة ورخيصة عند البساطين لكن الظروف اليومية تحول بيننا والكتاب».
.على الدوام يفضل الناس شراء الكتب الثقافية التي تباع على الأرصفة لرخص ثمنها مقارنة بما يباع في المكتبات غير أن السنوات الأخيرة شهد الكتاب عامة تراجعا ملحوظا ليس في نسبة الشراء فقط بل في مستوى الإعارة التي تتيح مجانية القراءة للجميع باستثناء بعض الشروط التي تمكن القارئ من إعارة الكتاب وضمان عودته أو الإعارة الداخلية كما هو حاصل في مركز الدراسات والبحوث الذي تشير سجلات الإعارة فيها إلى تراجع ملحوظ من العام 2003م حتى العام 2010م.
في العام 2003م كانت نسبة الإعارة (2944)كتابا ثقافيا وفي العام 2010م (2237)كتابا نظريا .ويقول صادق سيف المعمري أحد العاملين في مكتبة المركز:»نسبة القراءة تراجعت في السنوات الأخيرة ويمكن قياس ذلك من خلال الأرقام لنسبة الإعارة الآن وفي السابق».
وضاح عبد الباري باحث في ذات المركز يقول:»الإقبال على القراءة ضئيل في الوقت الحالي».ويضيف:»القراءة ثقافة ويجب تربية الأطفال على ذلك حينها ممكن يحظى الكتاب باهتمام من المجتمع»..وضاح كان جالسا بصحبة كتاب دون وجود أحد في المكتبة باستثناء شخصين كانا ينتقيان كتبا للإعارة فيما الكتب ممتلئة على رفوف المكتبة.
بإمكان أي شخص الدخول إلي المكاتب العامة والجلوس مطولا للقراءة مجانا أو الإعارة غير أن الإعارة تتطلب من المستعير دفع مبلغ من المال كرهن وبطاقة الهوية لضمان عودة الكتاب ويقول المعمري:»إذا لم يعد الكتاب نشتري كتابا بديلا عنه بالمبلغ الذي رهنه المستعير».
في كل عام تنظم الجهات المختصة معرضا للكتاب إلى جانب معارض أخري كالمعرض اليمني المصري غير أن أحدا لا يعرف نسبة الإقبال على الكتب بالرقم والنسب في الغالب تكون تخمينية.في شهر أغسطس من العام 2011م أقيم معرض للكتب في ساحة التغيير بصنعاء وقال المنظمون حينها أن نسبة المبيعات وصلت إلى (67%) وهي نسبة تخمينية لا تستند على عدد العناوين الموجودة في المعرض والأعداد المباعة منها كما هو حال المعارض السنوية التي تقام في اليمن .. في المعرض اليمني المصري 2012م تحدث رئيس الهيئة العامة للكتاب عبد الباري طاهر قائلا:»أمامنا نموذجان في اليمن الأول شراء السلاح الذي يأتي بعده الخراب والدمار..والثاني شراء الكتب وهي التي تبني العقول وبها تتطور الأمم».
بالمجمل يظل الكتاب هو الأبقى من وسائل العصر الحديث الذي يجلس الناس أمامه مطولا كالفيس بوك وتويتر وغيرهما من وسائل الانترنت التي قضت على أوقات الناس ويعدها الباحثون إحدى مشاكل الكثير في العزوف عن الكتاب إلى جانب الأوضاع الاقتصادية التي يمر بها الناس.
ويتمني المهتمون بالقراءة أن تسهم الصحف في نشر الكتب المجانية مع أعدادها اليومية بشكل د

قد يعجبك ايضا