»الأدباء« و»الثقافة«… شفق الأمل المتآكل
عبدالكريم المدي

مقالة
عبدالكريم المدي –

مقالة
almedi2009@hotmail.com
قبل حوالي عام من اليوم كتبت موضوعا..هنا.. في صحيفة” الثورة “عن الوضع المأساوي الذي يعيشه “إتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين” ..أهم وأول مؤسسة نقابية ووحدوية وإبداعية..ومعه – أيضا-” وزارة الثقافة”.
واللذان يعتبران الحائط المهم لضمان حرية الإبداع الفكري والثقافي والتنويري والنقابي والوحدوي في المجتمع ..والتخلي عنهما وتركهما يلاقيان مصير الموت..الذي يسيران ..بخطى متسارعة..نحوه ..يعني خيانة وطنية وكارثة..بل وانتكاسة كبرى على كافة المستويات والأصعدة..ومخطىء من يظن أن سقوط وانهيار ” اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين ” ورسالة ودور المؤسسة الثقافية الرسمية والأهلية..يقتصر عليهما” فقط” ..فهذا الظن قاصر تماما وغير منطقي..
لأن الرأي المنطقي يقول..إن سقوط ” اتحاد الأدباء “سوف يعكس نفسه على مؤسسات الدولة المختلفة وعلى الضمير الوحدوي برمته ..على إعتبار أن هذا الإتحاد – كما هو معلوم- كان أول مؤسسسةنقابية..إبداعية ومنظمة مجتمع مدني “موحدة” في الشطرين (الشمالي والجنوبي) قبل إعادة تحقيق الوحدة الوطنية في الـ22 من مايو1990..حيث كان “الادباء” متوحدين في كيان واحد منذ 1970..
صدقوني إن غياب وزارة الثقافة.. وكل ما يتعلق بها من أغنية وحدوية وفعالية وطنية إبداعية وفلكلور ومهرجانات وتقدير مبدعين..وكذا تفتت وإنهيار “إتحاد الأدباء” سيكون إعلانا وشهادة وفاة رسمية لمعظم مؤسسات الدولة النقابية والمدنية .إذا لم نقل لكيان الدولة برمتها..سيما في ظل ظهور الأغاني والقصائد الشطرية والمناطقية والأناشيد المشوهة والتي تحث على القتل والعنف والمناطقية.. ووجود – أيضا- العديد من الممارسات والدعوات لتشكيل اتحادات شطرية ..ولعلنا نتذكر التحرك الذي قام به بعض الزملاء في بعض المحافظات..قبل حوالي عام ..الذين قاموا بمحاولة جمع عدة توقيعات تؤيد فكرة ومطلب تشكيل كيان شطري للأدباء في إحدى المحافظات وإن كانت هذه الدعوة لم توفق ..بسبب عدم تفاعل معظم الأدباء معها..
إلا أن تخلي المجتمع والدولة والحكومة عن “اتحاد الادباء” وتركه يعاني من هذه الحالة والضائقة المالية والتباعد والخلافات الحاصلة بين قياداته وعدم دعم مؤتمره العام ..سوف يسهم في وضع مشاريع تفتيتية للاتحادمرة ثالثة ورابعة وعاشرة …
لكم نتمنى أن يدرك السياسيون والحكومة” خاصة” والأدباء والكتاب عامة..أن سقوط “الثقافة” كوزارة ومؤسسة رسمية راعية للفعل والحراك الثقافي.. ومعها – أيضا- “إتحاد الأدباء” ..مأساة وكارثة لن يتوقف أثرها وتداعيات انهيارها عند حد معين..
وذلك .لأن رمزية ودور الثقافة عموما..وكذامؤسسة إبداعية ونقابية ووحدوية ك”اتحاد الادباء” غير عادية بمطلق الأحوال..
فاتحاد الادباء- مثلا – مثل شريان الاتصال الوطني بين أدباء ومثقفي اليمن ..منذ أربعينيات وخمسينيات القرن المنصرم..وقبل تأسيسه رسميا..كما مثل الأدباء والكتاب والشعراء والروائيين.. ينابيع الحرية والوحدة والمدنية وقيم المحبة والسلام وحقائق وقواسم مشتركات هذا الشعب وتعدده وتنوعه في إطار كيانه الوطني وهويته اليمنية..
أعتقد ان القيادة الحالية لـ “إتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين” تتحمل المسؤولية الكبيرة لما آل إليه وضع ” الإتحاد” الصعب.. والمعيب.. لأنها أنحرفت بمسار الرسالة والعمل النقابي ..الإبداعي ..وتوجهت في البحث عن مصالح شخصية ومهاترات سياسية..وساعدها في ذلك الأوضاع التي عاشها البلد خلال السنوات الأخيرة.وما رافق ذلك من عدم الشعور بالمسؤولية لدى ( هذه القيادة) .. التي يرى الكثير من الأدباء والمهتمين بهذا الشأن.. أنها فرطت بالعمل النقابي والإبداعي..ومعه – أيضا- جزء ومورد هام من موارد “الإتحاد” ..المتمثل بإيجار ..عقاره في عدن الذي لم يصرف للإتحاد منذ عدة سنوات..
أماالحكومة والدولة – عموما – فقد ظلت في حكم المحايد أو المتفرج المستمتع ..بلحظة ما قبل السقوط..
كثيرة هي الأماني التي أطلقناها وصدحنا بها مرارا..وتكرارا..ومنها : كم تمنينا ..وما زلنا..نتمنى من الحكومة والساسة اليمنيين والأحزاب والنخب المختلفة.أن يجربوا ” فقط” لفترة معينة.. ومن ثم يقيموا النتائج..احترام المثقف ..الأديب..الكاتب..الشاعر ..الروائي..الثقافة برمتها ..”اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين”.الذي إلى اليوم لم يتمكن أعضاؤه – بسبب فشل قيادته- في الحصول على قطعة الأرض التي منحت لهم قبل حوالي (10) سنوات..!!
وكم كنا نتمنى- وما زلنا – أيضا- وأن تتم مساواة” اتحاد الأدباء” مع شيخ ..من ذوي الأوزان المتوسطة من حيث الدعم والتسهيلات والاعتمادات..
وحول هذه النقطة تحديدا..خذوا لكم مثالا.هل تعلمون أن الميزانية المعلنة لإحدى المصالح المعتمدة في موازنةالدولة..أكثر من(5) مليارات ريال في السنة الواحدة..في
