التغيير مبادرة

باسم الشعبي


 - يمكن القول وبكل وضوح أن التغيير المحمول على قاعدة الثورات الشعبية لا يستهدف الأنظمة المستبدة أو رؤوسها فحسب وإنما يستهدف المجتمع بكل ما فيه من أدوات ثورية سواء أكانت أحزابا
باسم الشعبي –

يمكن القول وبكل وضوح أن التغيير المحمول على قاعدة الثورات الشعبية لا يستهدف الأنظمة المستبدة أو رؤوسها فحسب وإنما يستهدف المجتمع بكل ما فيه من أدوات ثورية سواء أكانت أحزابا أو منظمات مجتمع مدني أو أشخاصا وغير ذلك

عادة ما تتسم المراحل التي تعقب ثورات شعبية بحالة من عدم الاستقرار وحالات من عدم الرضا لدى الناس الذين ينظرون للتغيير باعتباره إزالة شخص والاتيان بشخص آخر وكل شيء سيكون على ما يرام.. وهذه نظرة سطحية لمفهوم التغيير العميق الذي تستهدفه الثورات الشعبية السلمية في الدول التي حكمتها أنظمة مستبدة وعائلية لما يناهز الثلاثة إلى الأربعة عقود وعملت جاهدة طوال فترات حكمها لتهيئة الأرضية لاستمرار حكم العائلة في صورة توريث الحكم في دول يدعون انها ديمقراطية وبكل تفان عملت لخدمة هذا المشروع وبطرق مختلفة في صورة تستهدف سد منافذ الأمل والتطلع لدى الشعوب والنخب السياسية المعارضة من إمكان إحداث تغيير خارج هذه المعادلة وفجأة انطلقت الثورة الشعبية السلمية لتستهدف في المقدمة تغيير مسار السير من التوجه صوب دولة التوريث والعسكر إلى التوجه صوب الدولة الديمقراطية المدنية وهذا بحد ذاته تحول غير عادي تنتقل فيه الشعوب من حالات التسليم بالأمر الواقع والتكيف مع ما أرادت الانظمة المستبدة إحداثه إلى واقع مختلف يتمثل في مشاركتها في صناعة التحول والحدث الذي تتطلع إليه وحالة من التمرد على الواقع المفروض بأدوات الاستبداد إذ لم يعد للقوة والنفوذ أية فعالية أو تأثير أمام حاجة الشعوب للتغيير المستمر… لكنه التغيير الذي لا يتعالى على الواقع الذي رتبته الثورة والذي يشبه إلى حد ما حالة المريض بعد العملية الجراحية.
إن هذا ليس تبريرا للنخب السياسية والحكومات التي جاءت بفعل الثورة من ناحية أدائها الضعيف في التعاطي مع الواقع الجديد بل ما نعتقد أنه نوع من القراءة الموضوعية وتوصيف لواقع ما بعد الثوراتمع أن الثورات لم تنته فهي يجب أن تستمر بصور وأشكال مختلفة لأن التغيير صيرورة وديمومة وحالة ديناميكية من التفاعلات التي تستهدف ليس تغيير الأنظمة والحكومات فحسب بل المجتمعات أيضا والتغيير بحد ذاته مبادرة فردية أو جماهيرية أو شعبية.
ومن هنا يمكن القول وبكل وضوح أن التغيير المحمول على قاعدة الثورات الشعبية لا يستهدف الأنظمة المستبدة أو رؤوسها فحسب وإنما يستهدف المجتمع بكل ما فيه من أدوات ثورية سواء أكانت أحزابا أو منظمات مجتمع مدني أو أشخاصا وغير ذلك لإعادة صياغة فكرتها وتهديفها باتجاه البناء الذي يخدم أهداف الثورة ويبني الدولة التي تتطلع إليها الجماهير صاحبة المصلحة العليا في التغييرالدولة الضامنة لحقوقهم في العدالة والمساواة والكرامة والحرية والمواطنية وغيرها من القيم الإنسانية الإسلامية.

b.shabi10@gmail.com

قد يعجبك ايضا