ورد الربيع
د. عبدالعزيز المقالح

د. عبدالعزيز المقالح –
مع بداية الربيع تتفتح الأزهار ويتفتح ورد الشعر ويخرج الشعراء الرائعون والشاعرات الرائعات من صمتهم وعلى شفاههم عطر الكلمات وإشراقات الأمل.
ومن حسن حظ الشعر أنه لا يذبل ولا تتساقط أوراقه في جميع الفصول كما أن أطيافه البديعة لا تتوقف عن الرحيل صوب ما لم يكتب ولم تتلفظه اللغة من معاني الحب والحنين وجمال الحياة.
والشعراء الرائعون والشاعرات الرائعات لا يتوقفون كثيرا أو قليلا عند الأشواك التي تحيط بالوردة وإنما يطيلون الوقوف عند الوردة ذاتها ويسترسلون في تأمل أوراقها ويستمتعون برائحتها وألوانها البديعة.
وحياتنا اليوم كما كانت بالأمس وكما لا أرجو أن تكون في الغد تشبه حياة الوردة مع الشوك بين ما يضيء الروح وما يربكها. وعلينا أن نسعى دائما وجهد المستطاع إلى إيجاد المشهد الذي تكثر فيه الورود وتقل الأشواك المشهد الذي ترتاح إليه النفوس وتطمئن العقول. ولا وسيلة لنا لتشكيل هذا المشهد المنتظر سوى الشعر وقد أكد لنا دائما أن في مقدوره أن يصنع البهجة والفرح وأن يحرك الأخشاب البشرية ويمنحها القدر المطلوب من الصفاء والانتشاء.
وفي زمن الأصوات النشاز في السياسة زمن الاعوجاج والانحراف عن منطق الحكمة والثورة والعدل على الشعر أن يتصدر المشهد وأن يكون صوت المستقبل الجميل وحادي القافلة الجديدة وأن يظل متمسكا برسالته النقية في ملامسة القلوب والتبشير بالمطر والإنصات إلى ضحكات الأطفال أولئك الشعراء الحقيقيين الذين يكتبون بضحكاتهم الصافية وصخبهم الجميل أبدع وأجمل ما في هذا الوجود من شعر لا يكتب ولا يجمع في دواوين أو كراسات.
* نص الكلمة التي ألقاها الدكتور عبدالعزيز المقالح بمناسبة الاحتفال بيوم الشعر العالمي
