موجز عن حياة الفقيد علي‮ ‬مهدي‮ ‬الشنواح

الثورة بسام الخولاني


الثورة/ بسام الخولاني –
‬ولد فقيد الحركة الوطنية والأدبية الشاعر المعروف علي‮ ‬مهدي‮ ‬الشنواح في‮ ‬التاسع من شهر مايو‮ (‬آيار‮) ‬1936م في‮ ‬حريب التابعة للواء البيضاء‮ »‬حاليا‮ ‬تابعة محافظة مارب‮«‬‮ ‬من أسرة فقيرة توأما‮ ‬لأخت له‮.‬
وكغيره من أطفال منطقته عاش وترعرع تحت سيطرة النظام الإمامي‮ – ‬المالكي‮ ‬لأسرة حميد الدين الكهنوتية‮ ‬المتصف بزمن الثالوث الرهيب‮ (‬الفقر‮ ‬الجهل‮ ‬المرض‮).‬
وفي‮ ‬حريب تعلم مبادئ القراءة والكتابة‮ »‬المعلامة‮« ‬التي‮ ‬يدرس فيها الفقيه مندوب الإمام‮ ‬وعندما بلغ‮ ‬سن اليفاعة أخذه أبوه‮ ‬يصطحبه معه في‮ ‬تنقله بحثا‮ ‬للرزق‮.‬
إن شاعرنا المناضل قد اتسمت حياته بالذكاء الفطري‮ ‬والموهبة والاعتداد بالنفس والعطف على أمثاله من الفقراء‮ ‬لقد أوشك إحساسه بالحياة المريرة القاسية التي‮ ‬يعيشها أبناء شعبه من خلال تنقلاته مع أبيه ومن خلال معاناة أسرته الفقيرة‮ ‬تولد لديه الإحساس بالرفض والتمرد على مختلف القيم والعادات السائدة التي‮ ‬كان من شأنها إبقاء الإنسان رهينا‮ ‬للتخلف والاستلاب بشكليه المادي‮ ‬والروحي‮ ‬حيث لاحظ أن الفوارق الطبقية لا تسمح بالتقارب بين الفقراء والمستغلين‮ ‬حتى في‮ ‬جوانب المشاعر الإنسانية‮.‬
لقد ظل شاعرنا علي‮ ‬مهدي‮ ‬الشنواح حنونا‮ ‬عطوفا‮ ‬على أسرته‮ ‬وقد اعتنى بأولاده وبناته‮ ‬إذ بذل جهدا‮ ‬جهيدا‮ ‬في‮ ‬سبيل تعليمهم‮ ‬على الرغم من ظروفه المادية الصعبة وعدم استقرارهم على حال من الأحوال‮.‬
لقد عمق شاعرنا مشاعر حب الوطن والإنسان عند أطفاله‮ ‬وذلك من خلال حواره مع ابنته‮ »‬جميلة‮« ‬في‮ ‬أكثر من قصيدة من قصائده المنشورة‮.‬
بدايته الشعرية ومؤثراتها
‮< ‬بدأ فقيدنا‮ ‬يقرض الشعر في‮ ‬وقت مبكر من حياته‮ ‬إذ ولد المعاناة التي‮ ‬كان‮ ‬يعيشها وأسرته الحاجة للتعبير عن أحاسيسه‮ ‬فتفجرت موهبته الشعرية التي‮ ‬أوشكت في‮ ‬التعبير عن مشاعر الكادحين ومعاناتهم من خلال منظوره الخاص آنذاك‮ ‬وفي‮ ‬لهجة عامية‮ ‬وهكذا بدأ‮ ‬يقول الشعر‮ ‬ثم استمر آخذا‮ ‬في‮ ‬تطوره وفقا‮ ‬لإدراك الأبعاد الحياتية والمعاناة الكونية الإنسانية‮.‬
وعن تجربته الشعرية‮ ‬يقول في‮ ‬إحدى المسودات التي‮ ‬عثر عليها في‮ ‬مكتبته الخاصة بعد وفاته‮ : »‬أذكر أنني‮ ‬بدأت أقول الشعر وأنا في‮ ‬سن‮ (‬14‮) ‬سنة‮ ‬ولكن باللهجة العامية وفي‮ ‬المحيط الذي‮ ‬أعيش فيه‮ ‬ومن الطبيعي‮ ‬أنني‮ ‬تأثرت بالكثير من الشعراء العاميين في‮ (‬حريب‮) ‬و(بيحان‮)‬‮ ‬ومنهم شعراء بارزون مثل‮ : ‬علي‮ ‬ناصر القردعي‮ ‬وعبدالله بن عبدالله الكدادي‮ ‬وكنت أحفظ كثيرا‮ ‬من أشعارهما‮ ‬إلى جانب الكثير من الأشعار والزوامل التي‮ ‬تلقى في‮ ‬مناسبات الزواج والأعياد‮ ‬إضافة‮ ‬إلى تأثري‮ ‬بوالدي‮ ‬الذي‮ ‬كان شاعرا‮ ‬وأختي‮ ‬الكبرى التي‮ ‬كانت هي‮ ‬شاعرة‮ ‬وكذا الشاعرين درجان وزبين الحداد‮ ‬ومن هذه البداية‮ ‬يأتي‮ ‬دور المؤثرات‮ ‬وهي‮ ‬كثيرة جدا‮ ‬ومهما تفرعت تلك المؤثرات فهي‮ ‬في‮ ‬الأساس&#8238

قد يعجبك ايضا