قواعد اللعبة!

عبدالله السالمي


 - عادة ما يقول السياسيون إن «السياسة لعبة». وعادة ما يرفض السياسيون أنفسهم الالتزام بقواعد وأصول ومبادئ اللعبة السياسية!!
ولعل من أهم قواعد أية لعبة بما فيها بالتأكيد اللعبة السياسية
عبدالله السالمي –

Assalmi2007@ hotmail.com
عادة ما يقول السياسيون إن «السياسة لعبة». وعادة ما يرفض السياسيون أنفسهم الالتزام بقواعد وأصول ومبادئ اللعبة السياسية!!
ولعل من أهم قواعد أية لعبة بما فيها بالتأكيد اللعبة السياسية أن لكل لاعب عمره الافتراضي القادر فيه على العطاء كلاعب أساسي. بمعنى أنه ما إن يتجاوز عمره الافتراضي كلاعب أساسي حتى تضعف تلقائيا مقدرته على لعöب هذا الدور.
وقد يطول هذا العمر أو يقصر بحسب طبيعة اللعبة ونوعية ما تتطلبه ممارستها من قدرات عقلية وجسدية إضافة إلى أي المستويين العقلي أم الجسدي تتكئ عليه أكثر.
وكما في لعبة كرة القدم على سبيل المثال فإن اعتزال اللاعب النزال في الميدان الأخضر لا يعني نهاية المشوار إلا بالنسبة لمن لا يتمتع مع مهارات الجسد بمهارات أخرى. أما اللاعب الذي يجمع مع مهارات الجسد مهارات ذهنية وفنية ولسانية إضافة إلى تراكم معرفي في ما يمكن تسميتها بالثقافة الكروية فإن اعتزاله ممارسة كرة القدم لا يقطع صلته بها نهائيا فهو يستطيع كما هو في نماذج كثيرة أن يتحول إلى مدرب أو مدير فني أو محلل رياضي..
ثمة أوجه شبه بين اللاعب في ميدان كرة القدم واللاعب في مضمار السياسة. وصحيح أن نسبة اتكاء الأخير كفاعل سياسي على القدرات العقلية والمهارات الذهنية أكثر بكثير من اتكاء الأول كفاعل رياضي على آليات ذات القدرات والمهارات بيد أن هذا لا ينفي كون السياسي يصار هو الآخر إلى اعتزال ميدان الفعل السياسي المباشر عندما يشيخ ويهرم بسبب ضعف مهاراته الذهنية وقدراته العقلية على الابتكار.
يبقى للاعب السياسة المحترف كشأن لاعب كرة القدم المحترف أن اعتزاله ممارسة السياسة كفاعل مباشر لا يعني أن نهايته قد دنتú وساعته قد حلت وإنما يعني أن دوره السياسي قد انزاح إلى مستوى آخر من الفاعلية قد يتحدد إما كمحلل أو خبير أو مستشار أو ما هو في حكم ذلك.
المشكلة بالنسبة لجيل السياسيين الذين يتصدرون المشهد في اليمن أن فاعليتهم السياسية لم تعد من جنس ما يتطلبه الدور كفاعلين سياسيين فاعلية مباشرة. ومع ذلك فإن الكثيرين منهم ما زالوا يصرون على الظهور في مضمار الفعل السياسي الذي لا يناسبهم الظهور فيه.
إن حال هؤلاء يشبه إلى حد بعيد حال لاعب كرة قدم رغم أنه تجاوز بسنوات عديدة عمره الافتراضي كلاعب ولم يعد لديه ما يقدمه على البساط الأخضر إلا أنه ما زال يشارك في المباريات الرئيسية لفريقه كلاعب أساسي غير مكترث بحجم الإخفاقات التي يتكبدها الفريق بسببه.
فإذا كانت كبيرة هي الإعاقة التي يتسبب فيها لفريقه لاعب واحد من هذا النوع فكيف حين يكون كل أعضاء الفريق أو غالبيتهم من ذات الصنف¿! هذا هو حال السياسيين الذين يتصدرون المشهد في هذا البلد الفتي!! وتلك باختصار هي الإعاقة والجمود والرتابة.

قد يعجبك ايضا