خطيب الثورة يرفض الحوار

حسين محمد ناصر


 -  عندما اشتدت الأزمة السياسية والداخلية في فرنسا في القرن السابع عشر تداعت القوى السياسية وممثلو  الطبقات وأجرت الكثير من المشاورات لإصلاح حال الدولة وكانت تسود المجتمع آنذاك ثلاث طبقات الأشراف ورجال الدين وطبقة العموم
حسين محمد ناصر –

عندما اشتدت الأزمة السياسية والداخلية في فرنسا في القرن السابع عشر تداعت القوى السياسية وممثلو الطبقات وأجرت الكثير من المشاورات لإصلاح حال الدولة وكانت تسود المجتمع آنذاك ثلاث طبقات الأشراف ورجال الدين وطبقة العموم ومن أجل عقد اجتماع “مؤتمر” حوار حدد ممثل الملك نسبة لكل طبقة تقدر بـ300 عضو إلا أن طبقة العموم رأت في ذلك نهاية لها إن هي قبلت وشاركت في مؤتمر الحوار فاشترطت أن يكون عدد ممثليها 600 عضو أي ضعف العدد الممنوح لطبقة الأشراف وكذا طبقة رجال الدين ولكي يحتال ممثل الملك على نتائج ما أرغم على قبوله والطبقتين الأخريتين أقصد منح 600 مقعد لطبقة العموم تقدم بمقترح آخر يعطي حق مناقشة القضايا المراد التحاور بشأنها في إطار كل طبقة بمعنى أن تجتمع كل طبقة على حدة وتناقش موضوعا ما فتتخذ بشأنه القرار المناسب في إطارها الواحد ثم تتقدم به كقرار ملزم القبول به من قبل الأطراف الأخرى!
> عندما اشتدت الأزمة السياسية والداخلية في فرنسا في القرن السابع عشر تداعت القوى السياسية وممثلو الطبقات وأجرت الكثير من المشاورات لإصلاح حال الدولة وكانت تسود المجتمع آنذاك ثلاث طبقات الأشراف ورجال الدين وطبقة العموم ومن أجل عقد اجتماع “مؤتمر” حوار حدد ممثل الملك نسبة لكل طبقة تقدر بـ300 عضو إلا أن طبقة العموم رأت في ذلك نهاية لها إن هي قبلت وشاركت في مؤتمر الحوار فاشترطت أن يكون عدد ممثليها 600 عضو أي ضعف العدد الممنوح لطبقة الأشراف وكذا طبقة رجال الدين ولكي يحتال ممثل الملك على نتائج ما أرغم على قبوله والطبقتين الأخريتين أقصد منح 600 مقعد لطبقة العموم تقدم بمقترح آخر يعطي حق مناقشة القضايا المراد التحاور بشأنها في إطار كل طبقة بمعنى أن تجتمع كل طبقة على حدة وتناقش موضوعا ما فتتخذ بشأنه القرار المناسب في إطارها الواحد ثم تتقدم به كقرار ملزم القبول به من قبل الأطراف الأخرى!
> أحس أعضاء طبقة العموم “الشعب” أن وراء هذا المقترح هدفا مخفيا رغم وضوحه ورأوا أن مجرد القبول به يعني حرمانهم من أية مطالبات وإخراجهم من العملية السياسية وتقديم الدولة لطبقتي الأشراف ورجال الدين على طبق من ذهب وتلاشي كل التضحيات التي قدمت من أجل إصلاح حال الدولة: وهدم القيم والتقاليد القديمة التي سببت في الأحوال التعيسة والبائسة للدولة الفرنسية وشعبها فما كان من “ميرابو” الذي أصبح فيما بعد خطيبا للثورة الفرنسية إلا أن رفض الاقتراح ودعا إلى تأسيس “الجمعية الوطنية” التي أعلنت لحظة ولادتها أنها هي وحدها من يمثل الشعب الفرنسي.
> أمام هذا الحال شعر الملك لويس السادس عشر أن اجتماع الشعب ووحدة كلمته يهدد ملكه في البلاد فقدم برنامج عمل للإصلاح وطلب من كل طبقة مناقشته وتقديم الآراء بشأنه إلا أن طبقة الشعب رفضت ذلك بعد أن أنضم إليها كثير من طبقتي الأشراف ورجال الدين ووقف “ميرابو” شامخا مطلقا كلمته التي أضحت مبررا للكثيرين من بعده من حكام وأحزاب وقوى سياسية للتشبث بالحكم والإدعاء أنهم يمثلون الشعب قال بصوت هادر يزلزل الأرض “أذهب وقل للذين أرسلوك إننا هنا بأمر الشعب ولن نبرح هذا المكان إلا على أطراف الرماح”!!
> هذه العبارة التي قالها خطيب الثورة الفرنسية عام 1798م نسمع صداها اليوم يتردد كثيرا في كل أنحاء المعمورة بلغات مختلفة وكلمات أخرى لكنها تعبر عن موقف واحد وقناعة ثابته أن الحاكمين أفرادا وأحزابا وطبقات يرون أن وجودهم على رأس الأنظمة هنا وهناك إنما يمثل رغبة وإرادة الشعب!!
الحقيقة أن بعضا من تلك المواقف صحيحة لكن هناك الكثير من المواقف الأخرى لا تنسق مع رغبات وإرادة شعوبها!!
حقا!! ما أشبه الليلة بالبارحة!!

قد يعجبك ايضا