التواجد الرئاسي .. ورفع معاناة أبناء تهامة
المحرر السياسي:
المحرر السياسي: –
. مصفوفة الإجراءات العملية والضوابط القانونية التي اتخذها الأخ عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية خلال تواجده هذه الفترة في مدينة الحديدة .. كلها تصب في رفع جانب من المعاناة التي تعيشها هذه المحافظة جراء تراكم المظالم التي لحقت بأبنائها الطيبين طيلة العقود المنصرمة واستحوذت على خيرات منطقة تهامة دون وجه حق.
ولم تقتصر تلك الخطوات والإجراءات الرئاسية على جوانب رفع المعاناة فحسب بل استهدفت أيضا إيقاف التعديات المستمرة على الثروات والأحياء البحرية من خلال التوجيه الفوري بإيقاف عمل شركة الاصطياد التي أثرت بشكل مباشر وخطير في الآونة الأخيرة على الأحياء والثروات البحرية جراء الاصطياد الجائر والعشوائي وألحقت أفدح الضرر بمصالح الصيادين التقليديين من أبناء المنطقة ورتبت على ذلك أعباء إضافية على مصالح عشرات الآلاف من أسرهم فضلا عن سلسلة من القرارات الرئاسية ذات الصلة بالإيقاف الفوري لكل حالات الاستحواذ على أراضي الدولة والممتلكات الخاصة في هذه المحافظة والتي استمرأت بعض قوى النفوذ ممارستها دون رقيب أو حسيب .
والحقيقة لقد جاء التواجد الرئاسي في هذه المحافظة في توقيتهö المناسب بالنظر إلى حجم وطبيعة هذه المظالم التي تحملها أبناء المحافظة دون أن يجدوا إنصافا أو تتحرك الجهات المختصة لرفع المظالم والمعاناة عن كواهلهم وبعد أن بحت أصواتهم للمطالبة بتطبيق سيادة النظام والقانون دون جدوى خاصة وأن تلك المعاناة لم تتوقف عند هذه السقوف بل تجاوزتها إلى تغافل المؤسسات المعنية عن القيام بمسؤولياتها القانونية تجاه أبناء هذه المحافظة المعطاءة التي ترفد الخزينة العامة بنسبة كبيرة من الموارد المالية وتغطي جزءا أساسا من التموين الغذائي حيث ظلت محرومة طيلة العقود الماضية من أبسط الاحتياجات الضرورية كالخدمات الأساسية مثل الكهرباء والطرقات والمشروعات الخدمية الأخرى .
لقد تركت هذه الخطوات الرئاسية ارتياحا شعبيا لدى أبناء المحافظة خاصة والوطن عامة وأعادت – كذلك – الثقة إلى ابناء تهامة في إمكانية تصويب الأخطاء وجبر الضرر والحيلولة دون استشراء وطأة المظالم وإعطاء المحافظة حقها من الاهتمام حتى تستأنف دورها الحيوي في عملية التنمية والمشاركة الفاعلة في دورة الاقتصاد الوطني .. واعتبار القضية التهامية واحدة من الموضوعات الرئيسة على جدول أعمال مؤتمر الحوار الوطني الهادف إلى التوقف عند مجمل قضايا الوطن دون استثناء .
ولا شك أن تلمس الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي لهموم المحافظة والاقتراب من مشكلات أبنائها يساهم – جديا وسريعا – في وضع المعالجات الفاعلة للتخفيف من حجم وتراكم تلك التحديات وضخ الديمومة في أداء السلطة التنفيذية والمحلية للقيام بكامل مهامها ومسؤولياتها في خدمة أبناء المحافظة واتخاذ الإجراءات القانونية الرادعة تجاه مظاهر العشوائية والتسيب والانفلات واختراق القانون ومحاسبة المتلاعبين بمقدرات المحافظة فضلا عن اتخاذ كل ما من شأنه رفع المظاهر الغريبة على القيم الحضارية والمسلكيات المدنية التي يتمتع بها المواطن في تهامة ومنها – بالطبع – تلك المظاهر المسلحة ومعاقبة المتسببين فيها وعلى نحو يعيد الطمأنينة إلى النفوس ويستأنف دورة الحياة الطبيعية في محافظة كانت – ولا تزال – في صلب عملية البناء الوطني وأحد تروس التنمية في اليمن.