يوم عمالي بامتياز ..!

عبدالخالق النقيب

مقال 


 -  مايو يوم عمالي بامتياز كل ما فيه من قيمة نضالية وحقوقية يكتنزها العمال والفلاحون أو هكذا يفترض به أن يكون وددت اليوم لو أن العالم بأسره يتوقف عن السياسة التي أغرقتنا بحمقها ونزقها وعبثها الدهر كله
عبدالخالق النقيب –

مقال 

< مايو يوم عمالي بامتياز كل ما فيه من قيمة نضالية وحقوقية يكتنزها العمال والفلاحون أو هكذا يفترض به أن يكون وددت اليوم لو أن العالم بأسره يتوقف عن السياسة التي أغرقتنا بحمقها ونزقها وعبثها الدهر كله أو أن تتفرغ السياسة في يوم كهذا لتسخر كل ما لديها في الانتصار للعمال أصحاب السواعد السمراء التي تشيد الأوطان كم أن ذلك سيكون مجديا وأكثر إرضاء للشعوب على أساس أن شريحة العمال والفلاحين يمثلون غالبية من يقطن الكرة الأرضية والمحرك الأهم لدوران عجلة التنمية فيها.
< الصيغة العالمية للمناسبة تدفعني للإسهاب في تمجيد حركة النضال العمالي وسرد فعل الثوري بلكنة قومية عالمية دونما اكتراث كما لو أننا في البلاد قد عشنا نهضة عمالية فريدة ومشهود لها وإن كنت أتمنى في هذا اليوم أن أشير لانتصارات حقيقية ظفرت بها الحركات النقابية والعمالية في بلادنا ذلك أن واقعها هابط ومتدن للغاية ثقافتنا العمالية بدائية تقليدية وغير مؤهلة لاستيعاب النضال العمالي كما يجب صار الاعتقاد السائد لديها لمفهوم النضال العمالي ينحصر في التحريض والمعارضة ومواجهة الحكومات وليس في صنع سياسات مستقبل آمن للعمال بالشراكة مع الدولة كصاحب قرار.
< لا أذكر أن حركة عمالية نقابية قد انتصرت للعامل اليمني في شيء وهو اليوم يستحق أن يشار إليه كل ما يتحقق يأتي بفعل ظروف متقلبة ومناخات سياسية مضطربة وليس لها علاقة بأي فعل حراكي نقابي من أي نوع هي تستغل الوضع المتردي للعمال وتنتهز المناخ الأقرب لتلبية ما صرح به العمال وطالبوا به للوصول في نهاية الأمر إلى ما قد أصبح أمرا مفروضا وأحيانا كثيرة تخرج تلك النقابات بأقل المطالب وأدناه توقعا كل ما أنتجته الحركات النقابية العمالية أشبه بتحصيل ما هو حاصل أصلا وسأجرؤا هذه المرة لأن أكون جاحدا بمن يدعي غير ذلك أو ينكر أن مسؤولي النقابات وأعضاءها البارزين هم الأوفر حظا والرابح الأكبر هم من يحصل على المناصب والاسترضاءات التي تتم خلف الكواليس وعلى حساب العامل البسيط ومعاناته الحقيقية.
< لا شأن لنا بالخلفية التاريخية ليوم العمال العالمي ولا نأبه كيف كانت بداياتها مع "حركة التسع ساعات " في كندا ثم حركة "الثماني ساعات" في شيكاغو الأمريكية إلى أن بدأت فكرة يوم العمال كإنصاف لهذه الشريحة والتعاطف معها كإجازة رسمية في استراليا ما يعنينا نحن هو أن نفرح بإجازة الأول من مايو ويطرب رؤساء النقابات وأمناؤها لهذه المناسبة هم الأكثر تمتعا واحتفالا وحصادا للشهادات التقدير والعائد المادي فيما إلى اللحظة لم نجد طريقة ملائمة لنتضامن مع العمال الأكثر بؤسا ممن تكتظ بهم ساحات الحراجات العمالية في صباح هذا اليوم قد استبقوا شروق الشمس يصلبون أنفسهم في منظر شاحب يستندون على المعاول والفؤوس والمجارف والكريكات وصنوف الأدوات المهنية من يحظى منهم بعمل ستغمره السعادة وسيكون يوم عيد لندرك بتلك الجزئية المفارقة الذهنية التي يعيشها العامل الأوروبي والأمريكي والعامل اليمني.
لا أروع من أن نتضامن مع المغلوبين .. كل وأنتم الخير لهذا الوطن.

قد يعجبك ايضا