لبيك يا يمن

يحيى العلفي

 - الظروف والأوضاع التي مرت وتمر بها بلادنا منذ انطلاق الربيع العربي بقدر ما هي ظروف عصيبة وأوضاع سيئة لكنها في واقع الأمر دروس إيجابية علمتنا وعرفتنا أمورا كثيرة من بينها تجربة تجاوز التحديات ومعالجة الأزمات والمحن بصورة عقلانية دقيقة وناجحة لم يسبق لها مثيل في تاريخ اليمن الحديث وكذا الولوج في بوتقة التض
يحيى العلفي –
الظروف والأوضاع التي مرت وتمر بها بلادنا منذ انطلاق الربيع العربي بقدر ما هي ظروف عصيبة وأوضاع سيئة لكنها في واقع الأمر دروس إيجابية علمتنا وعرفتنا أمورا كثيرة من بينها تجربة تجاوز التحديات ومعالجة الأزمات والمحن بصورة عقلانية دقيقة وناجحة لم يسبق لها مثيل في تاريخ اليمن الحديث وكذا الولوج في بوتقة التضامن والوفاق الوطني ونبذ الخلافات والالتفاف حول بوتقة الوطن المعطاء والإجماع على تجنيب اليمن ويلات التناحر والحروب والوقوف صفا واحدا في وجه العنف والإرهاب وعبر عصور التاريخ قديمه ووسيطه وحديثه لم نر اليمانيين إلا متألفين ومتعاونين ومتحابين إذا ما اجتمعوا لأمر أو عمل مهما بلغ حجمه وقياسه أنجزوه وإذا دعاهم واجب الوطن لبوه وعمدوه وها هي شواهد المرحلة الراهنة تعبر عن نفسها وتعكس للملأ مصداقية الحكمة اليمانية التي تفرد بها هذا الشعب من بين منظومة بلدان الربيع العربي في تلبية وتنفيذ مبادرة الأشقاء دول الخليج العربي والجنوح إلى السلام من خلال الانتقال السلمي للسلطة ومعالجة القضايا والاختلالات عبر وسائل راقية تتمثل روح الانتماء الوطني لتربة هذه الأرض الطاهرة والتنازل والخضوع لمقتضيات العصر ومتغيراته وتغليب مصلحة الوطن العليا على ما سواها من المصالح الضيقة..
ولا شك بأن مثل هذه المواقف الرائعة والعظيمة لأبناء اليمن إزاء كافة الأحداث التي شهدتها بلادهم منذ مطلع تسعينيات القرن الماضي – سواء حرب صيف 1994م أو الحروب الست في محافظة صعدة وحرف سفيان أو أزمة وحروب نقل السلطة – قد أكدت للعالم أجمع بأن بناء اليمن الجديد وبأن التغيير لا يأتي ولا يتم إلا من داخل البيت اليمني وبقناعة وإرادة يمنية بحتة..
وعليه فإن مرحلة الحسم والتحدي تفرض على كافة اليمنيين دون استثناء استشعار المسئولية واستدراك أن كل قضايا الوطن ومشاكله وهمومه لن تحل إلا بالحوار والمصارحة والجلوس إلى مائدة المؤتمر الشامل الذي هو شرط أساسي من بنود المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة وعلى أن يكون سبيلنا: لبيك يا يمن.. ها نحن أحفاد سبأ وحمير نعيد مجدك من جديد..
ولأن الحوار هو الطريق الأمثل للخروج من ترهات الماضي وأزمات الحاضر وبلوغ آفاق المستقبل المنشود فإن الواجب يحتم علينا بأن ندرك القيمة الثمينة لهذه الفرصة وأن لا ندعها تضيع من بين أيدينا – أو كما قال فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية بأن العالم بأسره يقف معنا في لحظة لا تتكرر كثيرا في التاريخ الإنساني.
وهي فعلا أعظم الفرص التي لا بد أن نغتنمها في هذا الوقت بالذات حرصا على بلادنا ومستقبل أجيالنا الصاعدة.

قد يعجبك ايضا