مرايا صغيرة

عبدالعزيز المقالح


عبدالعزيز المقالح –

-1-
ضاع يقöينيö في الخلقö
وزاد يقöينöي في الخالق
* * *
يسúكننöي رعب لا مسبوق
ويفصل أمسي عن يومي.
لا أدري إن كان سيفصلني
عن يوم آخر يدعى الغد
لا أرغب في أن أنسى نفسي
لكني أرغب في أن ينساني الناس
وينساني الليل
وينساني الخوف
وتنساني طرقات المنفى
ومصابيح الحارةö
ينساني كلب الجيران
ونافذة النجم القطبي.
-2-
ضاع يقöينيö في الخلقö
وزاد يقöينöي في الخالق
* * *
لست سعيدا
لست شقيا
كانت لي أحلام في الزمن الأول
أحلام في الزمن الثاني
من صلصالö الكلمات صنعت
قصورا
وطيورا
ورسمت وجوها
وقلوبا
أقبية يسكنها الليل الدائم
والخوف الدائم
لا أرغب في سحرö العينيين
ولا في ورد الشفتين
فلم تبúقö الأيام فراغا في رأسي
في قلبي
يملأه الحب أو الكره
أو الاثنان معا!!

-3-
ضاع يقöينيö في الخلقö
وزاد يقöينöي في الخالق
* * *
أحضر حين يغيبون
أغيب إذا حضروا
تتكور أحلامي حينا
وتضيق
وتبدو ناصöلة
لا لون لها
لا أوراق
وحينا تسرح تمرح
في آفاق الدنيا المعلومة
في آفاق الدنيا اللامعلومة
خضراء كأوراقö البن
غداة جنى الحباتö
أدöير لها ظهر الأيام
وأبحث عن ليل
لا أحزان له
لا ندمان ولا أيقونات فارغة
وبقايا خلق يرتعشون من البردö
من الخوف…
من الجوع!!

-4-
ضاع يقöينيö في الخلقö
وزاد يقöينöي في الخالق
* * *
كم زمن قطعت أقدامي
فوق رماد الأرض
وكم مشوار سارت روحي
فوق مرايا الكلمات
وكم أطلال نقشتها الأيام
على صدرö النسيانö:
هنا زمن أخضر
كالواحةö في الصحراء
هنا زمن أغبر
يتلوى كالثعبان.
وهذا زمن لا لون له
لا إيقاع
يغيب ويمتد
سراديب تنام على أرصفة العمر الذابل
أهدتني نوما
لا ينفك يناديني
ويناديني
وكأني لا أسمع!!

-5-
ضاع يقöينيö في الخلقö
وزاد يقöينöي في الخالق
* * *
في ضوضاءö الأسماء
وفي ضوضاءö الأصواتö
وفي ضوضاءö الصمت
العالقö في الجدران
أسافر
يرتعش القلب كقطر ندى
ويفر الإيقاع كأغنية
شاردة
كعصافير بلا مأوى
يتملكني ناموس الوحشةö
يأخذني نحو الشعر
بعيدا وبعيدا
لست حزينا
لكني لا أقرأ
في وجهö العالم ماء الفرحة
أو بهجة حلمö الإنسانú!

-6-
ضاع يقöينيö في الخلقö
وزاد يقöينöي في الخالق
* * *
ذات مساء
ناداني الشعر إلى خلوتهö
أنزلني كوخا من ضوء غوايتهö
وسقاني خمر حروف طازجة
وجلسنا نتجاذب أطراف حديث
عن سر البحر
وأين تنام الأمواج
وكيف تشف مياه الكلمات
وتبدو في لون سماء صافية
في لهوö نساء يلعبن يعابثن الشاطئ
قلت له -للشعر-:
ألم تسأم نفسك يا هذا¿
نادى رمل الليل
ونجماتö البحر
وأشجان الغابة
ومضى كالأعمى
خلف مسالك نائية
ونداءö برار قاصية
ونجوم لا لون لها
لا أسماءú.

-7-
ضاع يقöينيö في الخلقö
وزاد يقöينöي في الخالق
* * *
من يرعى لهúوي
من يمسح عن وجهي
آثار نعاس لم يبلغ
حد النوم
تجاعيد زمان لم تبلغ
حد الشيخوخة
عشب سهاد يتمدد
فوق العينين¿
سلاما يا أجراس الغيبوبةö
يا أمطار شتاء لا ترغب فيه الأرض
ولا تشتاق إليه الريح
أما كان الحطاب هناك
يراجع وجه الغابة يسألها
عن أشجار للفأس
وعن نار للياقوت
وذاكرة للجسد الضامر
أين مضى الحطاب
وأين توارت بهجة إيقاع الفأس
وأين…¿!

-8-
ضاع يقöينيö في الخلقö<

قد يعجبك ايضا