ماذا عن تهريب الموت¿!
جميل مفرöح
جميل مفرöح –
> في ظل الوضع الراهن الذي تعيشه البلاد منذ أكثر من عامين اكتظت وتكتظ ذاكرة وأحاديث المجتمع بالأحداث والحكايات والمفارقات الغريبة التي كثيرا ما تذكرنا بأحاديث شهرزاد لشهريار وقصص ألف ليلة وليلة وغيرها من النوادر والطرائف والغرائب التي يكاد يشيب لها الولدان واحتلت الشائعة والأكذوبة والوشاية والتشهير والتمثيل والكذب والادعاء مكانة لم تكن قد حققتها في سابق عهد.. وهو ما يدعو إلى التأمل والدراسة والمعالجة الفورية بتعاون وتكامل بين كل الجهات المعنية من مراكز بحوث ودراسة ومتخصصين لوضع حد لمثل تلك الظواهر التي لا يمكن أن تكون نتائجها إلا سلبية إن لم تكن مدمرة.. والذي تجدر الإشارة إليه أنه ما يزال هناك متسع لتلافي ما يمكن تلافيه تجاه تلك الظواهر من قبل أن تصل إلى مستوى لا يمكن السيطرة عليه..
> في ذات السياق وفي ظل الأزمة التي توسعت وتنوعت من سياسية بحتة إلى اجتماعية واقتصادية وأخلاقية والله العالم ماذا بعد نجد أحيانا أن ما كان يمكن أن يسمى شائعة يتحول بقدرة قادر إلى حقيقة ماثلة على ما فيه من غرابة وخطورة وأحيانا ربما استحالة.. ونجد أن الجهات المعنية والرسمية أو فلنقل الدولة ذاتها وكأنها تساعد على تفشي مثل تلك الظواهر وكأنها لا تعلم أي منقلب سينقلب الوضع كنتيجة حتمية لذلك التطور العكسي السلبي!! بل وزد على ذلك أنها تتعامل مع الأمر وكأنها في حضورها الشكلي تكتفي باحتلال مكان الشاهد المراقب.. والمؤلم أن نتائج هذا الموقف غير المتفاعل بجدية معروفة مسبقا وبشكل حتمي أنها نتائج سلبية ليس على فئة أو جماعة أوجهة معينة وإنما على شعب بأكمله وفي طليعته سياسيوه وحكومته ونظامه عموما.
> كانت الجهات المعنية -وهو أمر طبيعي- حين تضبط السلع المهربة والمتملصة من الضرائب والرقابة والدمغة مثل السجائر والشوكولاتة والعصائر وأصناف أخرى تقيم الدنيا فلا تقعدها وكانت وسائل الإعلام المتنوعة لا يهدأ لها بال ولا يقر لها قرار بين انتقاد وتوعية وكشف عن مستورات التهريب ومساوئه ونتائجه التي لا تعود إلا وبالا على الوطن بشرا واقتصادا و… و… واليوم وخلال شهر أو زد عليه أياما تتسرب الأنباء التي تبيت شائعات وتصبح حقائق ببلاوي تهريبية لا تشيب لها الرؤوس وحسب وإنما تطير بها أيضا إنها آفة تهريب الموت تهريب الأسلحة من خارج الوطن إلى داخله.. وكأن ما وجد ويوجد لدينا من موت غير كاف لتغطية متطلبات المرحلة!! فمن شحنة ضبطت مدججة بالموت الفردي أي الأسلحة الفردية إلى أخرى مكتظة بالموت الجماعي (يعني بالجملة).. والجميع يتعامل مع الأمر وكأنه لم ولا يصل إلى مستوى تهريب السجائر والحفاظات ومشروبات الطاقة!!
> أخيرا إنها دعوة ملحة للجهات المعنية لأن تفتح أعينها وإدراكها جيدا لما يجري لهذا الوطن الذي لا تفتأ تفخر بحمايته ولهذا الإنسان الذي افتقد إلى كل شيء عدا التنفس والتحرك أو بالأصح التحرق والمزيد من العناء والخوف تلبية لرغبة السياسيين الذين يقودون دفة سفينتنا صوب مجاهل مظلمة لا مدى ولا حدود ولا تصور لشكلها وحجمها.. وليعلم كل من هو ذو شأن ومسئولية أنه مسئول أمام شعب بأكمله عما يجري في الوقت الراهن.. وعودا على ما سبق أعتقد أن من حقي ومن حق كل مواطن أن نعرف ما اتخذ ويتخذ من إجراءات تجاه عمليات تهريب الموت تلك التي لا شك أن ما فر ونجا منها سيكون أضعافا مضاعفة لما ضبط.. وأن على الجهات الأمنية المختصة أن تطلع المواطن المرتجف خوفا وقلقا على مجريات التحقيق وما توصل إليه بدلا من الاكتفاء بالتفرج وكأن ليس في الأمر ما يعنيها أو يخصها.. والسلام.