فراق ست الحبايب ألم لا ينتهي!!¿

علي محمد الجمالي


 -  ستة أعوام مضت من عمري منذ أن فارقت رفيقة عمري ونور بصري وضياء طريقي إلى دروب الصالحين وكل عام يمر بحلوه ومره بعافيته ومرضه ويسره وعسره بنجاحه وفشله بجميع ملذات الدنيا وبهرجتها ومنغصاتها كل تلك الملذات والآهات وعسره
علي محمد الجمالي –

> ستة أعوام مضت من عمري منذ أن فارقت رفيقة عمري ونور بصري وضياء طريقي إلى دروب الصالحين وكل عام يمر بحلوه ومره بعافيته ومرضه ويسره وعسره بنجاحه وفشله بجميع ملذات الدنيا وبهرجتها ومنغصاتها كل تلك الملذات والآهات وعسره بنجاحه وفشله بجميع ملذات الدنيا وبهرجتها ومنغصاتها كل تلك الملذات والآهات يضل المرء فيها تائها حائر الخطى لأن ست الحبايب غائبة عنه وأن الحب الصادق محروم منه لأنه لا صلة بينك وبين الحبيبة الخالدة إلا دعواتك لها بالرحمة وصلاتك لها والصدقة إلى روحها وذكرياتك معها عند أن كنت تعيش في كنف حبها الصادق الخالي من المصالح والأنانية.
وهكذا تمضي السنين والذكريات تتوالى ويمر شريط الذكريات لأن كل شيء حولك يذكرك بها وبحنانها وصبرها وطول بالها ودعائها لك آناء الليل وأطراف النهار الدموع وحدها تضفي غليل المفارق أو المفارقة لأعز الناس وأكرم من في الوجود عطاء وطهرا هكذا كل الأمهات لا يعرف المرء بأنها كانت نور قلبه وهداية طريقه ورزقه اليومي ونفسه الصافي الصادق وطريقه إلى السعادة في الدنيا والآخرة إلا بعد أن ترحل إلى رحمة الله حتى وهي تموت لا يزال حنانها يتدفق من نظراتها خوفا على أولادها.
أن فجيعة المرء بأمه وأبيه والألم لا يحدث إلا بعد الفراق وحينها يشعر المرء ذكرا كان أم أنثى أنه تائه وأن الجدار الذي كان يتكئ وستند إليه قد تهدم فيصبح صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء لأن هذه الحب الفطري لا يعوضه شيء لأن قلب الأبوين يظلان يدعوان لأولادهما آناء الليل وأطراف النهار بالهداية والتوفيق سواء كانوا طائعين أم عاصين.
وهكذا ست سنوات فرقتني عن حبيبة القلب ورفيقة العمر ونور الطريق إلى الله أرى صروتها في يقظتي وفي منامي تحدثني وتهديني سواء السبيل ما أروع حب الآباء والأمهات وما أسعد المرء ذكرا كان أم أنثى ممن من الله عليهم بطول عمر أبائهم وأمهاتهم وشعروا بهذه السعادة فكانوا طائعين ومحبين يخفضون جناح الذل من الرحمة فيسعدون في الدنيا والآخرة لأن الذل والرحمة للأبوين أمر سماوي يرتفع المرء بفعله ويكون التذلل لغير الله وللوالدين مذموما عند الله وعند خلقه ومن أغواه الشيطان وقصر في طاعة والديه يكون قليل البركة حبيس الفقر ولو غني, حزين ضيق الصدر كأنما يصعد في السماء حتى يلقى ربه وينال جزاءه وعقوبته معجلة في الدنيا لكي يكون عبرة لغيره وكيفما يدين يدان الرحمة والغفران لكل الآباء والأمهات الذين لقوا ربهم والدعاء للآباء والأمهات الأحياء بطول العمر وحسن الختام.

قد يعجبك ايضا