أدبية السرد الترجمي في قلائد العقيان
متابعة : د. محمد الحصماني

متابعة : د. محمد الحصماني –
حصلت الباحث شيماء قادري أحمد عبده على درجة الماجستير في النقد الأدبي بتقدير امتياز عن رسالتها الموسومة بـ : (أدبية السرد الترجمي في قلائد العقيان) من كلية الآداب جامعة تعز. ونظرا لتميز الرسالة وجدة موضوعها فقد أوصت لجنة المناقشة والحكم برئاسة الأستاذ الدكتور: أحمد قاسم أسحم أستاذ الأدب والنقد الحديث بجامعة تعز, المشرف على الرسالة, وعضوية كل من الدكتور: فوزي صويلح أستاذ النقد والبلاغة المساعد بجامعة إب, والدكتور: محمد الريمي أستاذ الأدب الحديث المساعد بجامعة تعز- بطباعة الرسالة على نفقة جامعة تعز. وتبادلها مع الجامعات اليمنية.
وتأتي أهمية الرسالة من كونها قاربت موضوعا غير مطروق كثيرا في الوسط النقدي ولم يحظ بالتفاتة أكاديمية معمقة في الجامعات اليمنية وهو فن السير والتراجم, كون هذا الفن- كما تقول الباحثة-” ينظر إليه حتى الآن بوصفه من المصادر التاريخية ذات القيمة الوثائقية ولم ينظر إليه على أنه مصدر غير مباشر للفن القصصي” ومن هذا المنطلق فقد ارتأت شيماء قادري لفت الأنظار إلى هذا الشكل النثري المهمش ووضعه في المكان الذي يستحقه من النثر العربي, وتحديد أدبيته من خلال كتاب ( قلائد العقيان ومحاسن الأعيان ) للفتح بن خاقان, بوصفه من أمات كتب الأدب في الأندلس وقد نبهت الباحثة إلى أهمية هذا الحقل النقدي ومشروعية البحث فيه بالقول: “تعد كتابة السöير والتراجم الأدبية معلما من معالم الأدب الإبداعي اكتسب شرعيته من حضوره الأساسي في الثقافة عموما فهو نوع أدبي معهود ضمن أنواع الكتابة النثرية في عصورها المتعاقبة وهذا الحضور مكفول بالنص المقدس إذا جاز لنا اعتبار أن القرآن الكريم ترجم لöسöير بعض الأنبياء وعرض الوقائع الكبرى في حياتهم . إن السيرة بوصفها: ” نوعا أدبيا يتناول التعريف بحياة رجل أو أكثر تعريفا يطول أو يقصر يتعمق أو يبدو على السطح تبعا لحالة العصر الذي كتبت فيه الترجمة وتبعا لثقافة المترجöم ومدى قدرته على رسم صورة كاملة واضحة دقيقة من مجموع المعارف والمعلومات التي تجمعت لديه عن المترجم له ” تعد نصا يتخذ سمتا واضحا ليضطلع بمهمة سردية خاصة وهذا الفن يرتدي من حلل الأدب- نصا وإبداعا- ما يجعله يرتقي إلى مصاف الإرث التاريخي دون أن يتخلى عن خصوصيته الأدبية فكاتب السيرة الأدبية ليس مؤرخا يضطلع بمهمة الرصد والتدوين لأحداث ومواقف متفرقة عاشها أشخاص ما ولكنه فنان كالشاعر والقصصي في طريقة التناول والبناء والتقديم إلا أنه لا يخلق شخصيات سيرته من خياله لأن شخصياته حقيقية تخلقت في زمان ومكان محددين وهو يقوم بدور الموثق والكاشف لأطياف من السلوكيات- أنماط فكر وأساليب عيش- مما قد يغيب عن اهتمام المؤرخين لحراك المجتمع البشري في صورته الشمولية. إذن فصاحب هذا الفن يتوسل لبناء سöيره ورسم ملامح شخصياته بآليات الفنون التشكيلية من رسم وتصوير يهديه في انتقائه وترتيبه جزئيات هذه الأحداث ذوق سليم ومعرفة بأسليب الحكي بحيث لا يقتصر على عرض الحادثة عرضا عاما لمجرد الإخبار بل يحول الخبر إلى قصة قصيرة ذات رؤية مشهدية وعمله فن وتشكيل لا بمقدار صلته بالخيال وإنما لأنه يشي بملامح الشخصية وملابسات حياتها وشاية صريحة تتحول معها هذه الملامح والملابسات إلى متن حكائي قادر على ترسيم هيئة معرفية خاصة بالمترجم له ينجز من خلالها مهمته ويظلل أبطال سيرته بسقف الخلود الأدبي لذا استنتجنا أن البحث في مجال أدبية التراجم يمكن أن يتم باعتماد أدوات تحليل الخطاب السردي لأن التعريف بالشخصية وعرض أحداث حياتها عمل سردي ينجزه الكاتب بعد انتهاء الحدث نفسه ليمثلها في خطاب سردي ومن هذا المنطلق فالترجمة تخضع بالضرورة لأحد أنظمة القص وتستوجب أن تدرس بما يلائم أنظمة القص”.
مبررات الدراسة :
ولعل أبرز مسوغات اختيار الموضوع من وجهة نظر الباحثة:
• تأخر البحث في أدب التراجم يعد من أهم الدوافع التي حملتني على الاهتمام بهذا المجال إذ أن التراجم الأدبية في التراث العربي ظلت خارج دائرة البحث العلمي وإن تعددت البحوث المتصلة بها فثمة دراسات كثيرة اعتمدتها مصدرا لأبحاث مختلفة بعضها في الترجمة لأعلام الأدب وبمقارنة الجهود التي توجهت لدراسة الشعر وضروب النثر المختلفة من جهة- والتي أريق فيها حبر كثير- والجهود التي طالت أدب التراجم من جهة أخرى فتوصلت إلى قناعة مفادها أن الاهتمام بالتراجم الأدبية كونها خطابا أدبيا لم يتبلور بعد في النقد العربي الحديث .
• أن اهتمام الدارسين بتراث السöير والتراجم في الأدب العربي ينزع نزوعا انطباعيا تمخض عنه إصدار الأحكام الذوقية العامة التي يمكن تعميمها على جميع أجناس النثر كقولهم مثلا : أ