سيل العرم, أو “القضية التهامية” !!
أمين الوائلي

أمين الوائلي –
يستغرب البعض, والبعض الآخر يستنكر ويستكثر, أن تكون للتهاميين مطالب ومظالم وأن يتظاهروا مطالبين بالإنصاف¿¿
يعيش أبناء الساحل الغربي في تهامة ظروفا سيئة ومعاناة مستمرة مع جميع الحكومات المتعاقبة. ولا توجد حكومة تعاملت بجدية وبمسئولية تجاه المواطنين المساكين والسكان المسالمين هنا وفي هذه الناحية من البلاد, والذين تعومل معهم باستمرار كمواطنين على الهامش ومصوتين في الدورات والاستحقاقات الانتخابية لا أكثر.
كلما أسرعت السلطات المركزية في فهم المعضلة التهامية والاعتراف بها, كلما كان هذا أفضل للجميع ويكفل وضع خطوة أولى ومهمة في طريق طويل يؤدي في نهايته إلى تسوية تاريخية مع أهلنا المظلومين في تهامة الغرب.
اليوم, لم يعد ممكنا شطب المشكلة والتحدي التهامي من خارطة علل المرحلة. وبالتالي فإنه من غير الممكن أيضا شطبها من خارطة وبرنامج عمل اليمن ككل والسلطات اليمنية على وجه الخصوص. هذا إذا كان الناس عازمين على مواجهة الواقع بإشكالاته والتوجه نحو تفكيكها ووضع قاطرة التسوية الوطنية والعدالة الاجتماعية في السكة الصحيحة.
غني عن التذكير والتكرار, إن الإنكار ليس عمليا ولا مجديا في التعامل مع واقع لا يقبل إلا الاعتراف. يستحيل القفز على معطيات متراكمة ومتوارثة لجهة ما يمكن الإشارة إليها توصيفا بـ”القضية التهامية”. والتسميات ليست هي المشكلة على كل حال. ذلك لأن البعض يجعل من اسم “القضية التهامية” حجة كافية لتعطيل الملف وإبطال مشروعية المطالب المحقة والعادلة لأبناء تهامة.
من الواضح أن هناك قدرا كبيرا من العناد, سواء في الأوساط المحلية أو السلطات التنفيذية المركزية, يحول دون تصويب الرؤية والتشخيص الدقيق للواقع وقراءة الوقائع بمنهجية متحررة من الأحكام والمواقف المسبقة والقناعات الخاصة والذاتية. وللخروج من هذه الورطة التي تعطل إمكانات الحد من تبعات وتداعيات الأخطاء والمخاطر, ينبغي عزل الذات عن الموضوع وإيكال مهمة التشخيص ووضع المعالجات لأشخاص من خارج دائرة الصراع ليسوا على علاقة مباشرة أو غير مباشرة بالمجال الحيوي لنمو وتكاثر وتمدد المظالم والإشكالات وتغذيتها.
وإذا اتفقنا أن الإنكار ليس عمليا ولا مجديا, ينبغي القول والاتفاق إن الاعتماد في التشخيص والمعالجة على نفس الدائرة المتهمة والمدانة بالتورط في توليد ومضاعفة المشاكل والمظالم, بقدر أو بآخر هو الاسلوب الأمثل لزيادة التوتر والتواطؤ مع سبق الإصرار ضد الحلول والمعالجات. بما يعني, المزيد من الأخطاء. ولن يعرف أحد حينها أين يمكن أن يصل سيل العرم¿¿
