العام الذي نريد
خالد الصعفاني
خالد الصعفاني –
على طريقة ربات البيوت وهن يستعرضن قائمة المتطلبات قبل كل رمضان وكل عيد أو قبل استلام راتب أتناول أفكار العام الميلادي الجديد على صاحبه نبي الله عيسى الصلاة والسلام .. وإذا كان لي حق التحدث باسم اليمنيين البسطاء فإن عام 2013 م لي ولغيري موعد نحلم فيه بالذرية وهو ما أعتقده متاحا لليمني أكثر من غيره لكنها إن شاء الله الذرية الصالحة التي تنفع نفسها وتبعث الخير للوالدين بعد توديع الأخيرين للحياة ..
نريد عاما يمنيا مليئا بالخير العميم لأبنائه يبدأ صفحته بالأمان والسلام في كل «بقعة» في مناطق يمننا الحبيب .. عاما يتفق فيه السياسيون على صالح اليمن واليمنيين ولهم أن يتوزعوا بعد ذلك مصالحهم وطموحاتهم الشخصية أو الجماعية كيفما يحلو لهم .. المهم يكون خير البلد قد عم المحرومين والزائغين والمساكين بعدل وقسطاس ..
عاما نرى فيه اليمن الواحد الموحد القوي بناسه وجيشه وباقتصاده لا يشهد تنازع الدولة والقبيلة الذي اعتدناه ولا تقاسم السياسيين وأهل النفوذ لمقدرات البلد بالطريقة التي تجعل بند « الفتات « يذهب للأمة في حين يتعالج المسئولين والفاسدين في الخارج من « التخمة « ..!!
ونريد عاما يعم العدل الجميع ويكون للقانون والنظام العام الكلمة الفصل وبهذا فقط تستمر محاصرة الزائغين عن الاهتداء لبر أوطانهم وطاعة أهلهم .. قانون يغادر الأدراج والملفات ويتحول إلى كائن حي يدب على الأرض اليمنية يتنفس معنا ويأكل كارهيه ويشرب من دم محاربيه فلا يربى بيننا إلا من يروقه التعايش مع عصا القانون وتحت خيمة النظام ..
نريد عاما دافئا بالكهرباء التي لا تنقطع على المنازل وأهل المشاريع الصغيرة أو الكبيرة عاما حيويا بتوفر مواد الطاقة – لا مشروبات الطاقة – يتهنا فيه اليمني بغاز أرضه ونفطه ومعادنه الأخرى التي ليست حكرا على أهل المناطق الوارثة للمقدرات وإن كان لهم فضل على غيرهم .. عاما صحيا مميزا يرسم فيه الطب خريطة الصحة للجميع فتكون النظافة للجميع والصحة للجميع والعلاج للجميع .. نرى مستشفيات تقدم خدمة العلاج المحترمة بكلفة معقولة وجودة معيارية وبكفاءة طبيعية .. تجد طبيبا يعرف عمله ويقدس مهنته ويوفي بقسمه وتجد مريضا يدخل المشفى مؤمنا بقدرته ومقتنعا بالطبيب لا يخاف شفط ماله وسلب روحه بسب خطأ طبي أو مادة منتهية الصاحية أو إهمال غير متعمد ..
نريد عاما بلا قات ولا مشروبات طاقة ولا مقويات .. نترك فيه العادات السيئة التي كلفتنا دون غيرنا عبر العقود الكثير من الصحة والمال والوقت والأخطاء .. يمن نرى مساحات القات تتراجع لصالح المحاصيل الزراعية ولصالح الصحة العامة والنظافة العامة ..
ونريد عاما بلا سلاح متوسط أو ثقيل .. يحتكم فيه الجميع للقانون ويؤمن فيه المجتمع بخدمة الشرطة بكافة تصنيفاتها فهي حامي الشعب وخادمة الشعب وعصا القانون على كل مارق أو مخالف ..عاما بلا مشائخ مفسدين أو طغاة طامعين يعيشون على حق غيرهم ولا يناسبهم البقاء إلا في سلالهم الخاصة فلا تروقهم سلة الشعب اليمني ولا « زمبيل « العامة .
عاما تزيد فيه مقدرات اقتصاد البلد فلا نبقى واقفين على « رجل النفط « نرى الزراعة ميراث الأب والجد تضخ الخير لليمنيين من الريف ومن الحضر كما كانت تفعل زمان .. وتعود عجلة السياحة للدوران بروح .. وتتسع مشاريع استغلال البحر اليمني فيعود البحر من جديد يبعث لنا المعروف والجود ..
نريد تعليما محترما بالفعل قوامه إدارة نموذجية ومدرس كفء ومنشآت مناسبة ووسائل متطورة وطلاب يسمعون الكلام مؤمنين بقيمة العلام وقداسة التعليم .. منهج متوافر ونظام تعليمي حديث تتناغم فيه رسالة المدرسة بالمعاهد المتخصصة بكليات الجامعة وتمضي الأخيرة على هدى ونور يعمم بركته على هيئات الدولة وحاجات السوق وطموحات المجتمع وهنا فقط يصبح لدينا منظمة تعليمية ذات أساس متين ودور تنموي وحضور حقيقي ..
أخيرا:
لن نقف عند « لو « التي تبني المجد في الهواء أو ترسم الأحلام في الماء .. علينا البدء بحلم يتحول إلى هدف ورؤية حكومة وأمة .. وبمرور الوقت نصبح جزءا من مجد أمة فكرت في عام جديد وعملت وبذلت حتى غدت تعيش عاما فاعلا بكل ما فيه يخفف علينا الألم ويزيد من مساحة الأمل والعمل .. كل عام واليمن بخير ..
Khalidjet@gmail.com