المياه: معاناة سكان الضاهر من تعطل مشروع المياه

عبدالله علي النويرة


 - ليس هناك حاجة للتذكير بأهمية المياه في حياة الناس لأن الجميع يعرف بأن الماء هو حياة كل الكائنات الحية ونحن هنا نتناول هذا الموضوع وفي حلوقنا غصة ما بعدها بسبب ما تعرضت له المؤسسة العامة لمياه الريف من نهب وتخريب اثناء الأحداث التي مرت بها بلادنا حيث تم نهب معدات قيمتها المادية مبالغ مالية رهيبة وقيمتها
عبدالله علي النويرة –

ليس هناك حاجة للتذكير بأهمية المياه في حياة الناس لأن الجميع يعرف بأن الماء هو حياة كل الكائنات الحية ونحن هنا نتناول هذا الموضوع وفي حلوقنا غصة ما بعدها بسبب ما تعرضت له المؤسسة العامة لمياه الريف من نهب وتخريب اثناء الأحداث التي مرت بها بلادنا حيث تم نهب معدات قيمتها المادية مبالغ مالية رهيبة وقيمتها المعنوية لا تقدر بثمن ذلك ان هذه المعدات كانت مخصصة لإنقاذ الناس من الموت عطشا في المناطق الريفية من الجمهورية واليمن كما نعرف ريف في غالبيته العظمى فكانت عملية النهب والتخريب ذات اضرار هائلة على عموم سكان اليمن.
الذي حرك شجوني لهذا الأمر هو أن هناك مشروع مياه عملاقا قل ان تجد له مثيلا في الجمهورية اليمنية بل قد يكون فريدا من نوعه بعد مشروع مياه مدينة حجة من حيث الضخامة والفائدة وهو مشروع (مياه الضاهر) بمديرية الخبت بمحافظة المحويت هذا المشروع تم تنفيذه قبل عشرين عام بتكلفة زادت عن مليار وربع المليار ريال نعم تصوروا قبل اكثر من عشرين عاما كم هو المبلغ ضخم وهائل وقد خدم المواطنين افضل خدمة ووفر لهم حياة كريمة من خلال توفير المياه الصافية العذبة التي تم رفعها من الوادي إلى رأس الجبل بتقنية عالية ومتقدمة وبطريقة هندسية رائعة وفجأة وبدون مقدمات توقف المشروع!!! كيف ولماذا وما الحل¿¿¿
تصورا حال السكان في اعالي الجبال في عزل الضاهر والواسطة وهم بدون قطرة ماء كيف سيواجهون الحياة وعددهم عشرات الالاف من السكان الذين اصبحوا امام امر واقع جديد لم يكن في الحسبان ولم يبق امامهم إلا خياران اثنان إما ترك قراهم ومنازلهم والهجرة إلى اي مدينة أو الموت عطشا لأنهم لا يستطيعون شراء الماء بالكراتين والاغتسال بها فهذا فوق طاقتهم .
إن الإنسان ليستغرب من التطنيش وعدم المبالاة من قبل المسئولين عن هذه الأمور الحياتية التي تمس الحياة اليومية للسكان فلا المجلس المحلي للمديرية يسأل أو يتابع الجهات المختصة لإيجاد حل لهذه المصيبة ولا المسئولين في المحافظة سواء المجلس المحلي أو المكاتب التنفيذية المرتبطة بهذا الموضوع يحاولون حتى اشعار السكان انهم يشعرون بمشكلتهم على الأقل من الناحية المعنوية فالمجلس المحلي في المديرية وفي المحافظة يقولون ان المشروع بحاجة إلى صيانة وإصلاح المعدات وانه لا يوجد اعتمادات لمواجهة مثل هذه الحالات إن المشروع مسئولية المؤسسة العامة لمياه الريف والمؤسسة العامة لمياه الريف تتحجج بعدم وجود امكانيات لديها لعمل اي شيء للمشروع وتتحجج بأنه قد تم نهبها واصبحت على البلاط كما يقولون ولم يعد لديها اي معدات أو امكانيات لتقديم اي شيء لإصلاح المشروع بل أننا قد نجد إجابة صادمة اكبر عندما يقولون لك بأن هناك عشرات المشاريع في الجمهورية متوقفة وليس مشروع مياه الضاهر فقط اي ان المساواة في الظلم عدالة هذه الحجج التي يبرر بها المسئولون في محافظة المحويت وفي المؤسسة العامة لمياه الريف هي حجج واهية بكل معنى الكلمة لسبب بسيط جدا وهو أنه لو صدقت النيات وكان هناك إحساس بالمسئولية امام الله وامام المواطنين لوجدوا الف باب وباب للتحويل منه لإصلاح المشروع ثم ان مؤسسة المياه نهبت في صنعاء فقط وفروعها في المحافظات سليمة ولكنها الأعذار التي لها أول وليس لها آخر.
الآن ماذا نقول للمواطنين المساكين الذين لا حول لهم ولا قوة ¿ هل نقول لهم عودوا إلى الحياة التي كان يعيشها اجدادكم قبل الثورة ولتعود نساؤكم وبناتكم واطفالكم إلى حمل المياه فوق ظهورهم من بطون الأودية إلى رؤوس الجبال¿
هل نقول لهم اتركوا منازلكم وهاجروا إلى مناطق أخرى وكونوا نازحين مثلكم مثل سكان ابين وصعدة¿
هل نقول لهم ان حكومة الوفاق لم تلملم اشتاتها وهي في واد غير واديكم وان عليكم انتظار الفرج بعد ان تموتون من العطش¿
هي استغاثة حقيقية لا أدري لمن أرسلها هل ارسلها إلى المجلس المحلي في المديرية الذي هو نائم منذ ان وجد وهو يتنصل من المسئولية باعتبار أن هذا ليس من اختصاصه ولا أدري ما هي اختصاصاته إذا كانت المياه وتوفيرها ليست من اختصاصه¿
هل أوجهها إلى المجلس المحلي في المحافظة الذي ينام أعضاؤه في العسل انتظارا لمعجزة التمديد له لأن احدا من اعضائه لا يحلم بإعادة انتخابه مرة أخرى لأنهم لم يقدموا شيئا للمواطنين بل اصبحوا عبئا ثقيلا عليهم.
هل أوجهها لعضو مجلس النواب الذي يقول انه قد قام بمحاولات مستميتة وان قدمه قد حفيت وهو

قد يعجبك ايضا