بالغين بالجيم.. لا يهم!!!

عبدالرحمن بجاش


 - إذا قررت أن تهرب ذات لحظة ممن حولك.. من نفسك.. من همومهم.. من همك .. فنصيحتي أن تلجأ إلى السينما وإذا صادفت كما صادفت أنا فيلما كالذي شاهدته ستخرج كما خرجت أنا بقناعة تامة
عبدالرحمن بجاش –

إذا قررت أن تهرب ذات لحظة ممن حولك.. من نفسك.. من همومهم.. من همك .. فنصيحتي أن تلجأ إلى السينما وإذا صادفت كما صادفت أنا فيلما كالذي شاهدته ستخرج كما خرجت أنا بقناعة تامة إن السينما فن عظيم أما إذا شاهدت فيلم (أوجست تراش ) أو بالغين كما يريد صديقي الحمد الشميري (أوغست) فستخرج إذا أنت مرهف الإحساس بقناعة مفادها إن الموسيقى أعظم الفنون على الأقل هذه قناعتي وإن كان هذا لن يعجب من يحرمها !!! فأنا على قناعة تامة إن الله الجميل الذي أبدع.. الصوت والحفيف وصفير الريح وخرير المياه وزقزقة العصافير وأصوات الطيور وضربات الموج على وجه الصخر وهفهفات العيون وثغاء الخرفان وصوت الرعد والبرق ونقر قطرات المطر على الزجاج الله العظيم في علاه أبدع كل هذا ليصوغه الإنسان موسيقى تلامس الروح وتجعل للحياة معنى.. قال ويزارد لاوجست ماالذي جاء بك إلى هنا ¿¿ تبعت الموسيقى هل تعرف ما هي الموسيقى¿ أنها موجودة لتذكرنا بوجود سوانا في هذا الكون.. إن النغمات هي التي تصل بين جميع الكائنات الحية في كل مكان.. وحتى النجوم قال الطفل الموهوب أريد بها أن أصل إلى والدي !! وانظر في الفيلم الواقع فمن يبدع الموسيقى أكثر الأطفال فقرأ لحساسيتهم يقفون على نواصي الشوارع والزوايا يأتي آخر المساء.. في المسرح المهجور يستلم الغلة يسلمها له الأطفال برغم وجعهم والفقر راضين لأنهم فقط عزفوا وسمعوا الجيتار تصل إلى الأسماع والعقول والقلوب لغة عالمية يفهمها الصغير والكبير وحتى تطرب لها الحيوانات !! تكون اللقطة المدخل إلى عالم كله نغم ووتر وانظر إلى الأجساد كيف تتمايل حين يسري النغم صوتا رقيقا كحفيف شجرة الحنقص في قريتي العفيف !! في الهند كبلد متنوع وثري الفتاة التي لا ترقص لا يأتي إليها الخطاب جزء من مكونهم الثقافي الرقص والرقصة لا تنحني لها الأجساد إلا بالموسيقى.. يظهر في بداية المقطوعة أوغست هذه المرة بالغين وسط حشيش أخضر وسع المدى يتمايل بفعل الريح لتشكل لوحة من إبداع الله تخلب الألباب التي في الرؤوس !! تكون (لايلا) قيثارة الموسيقى وصوت النغمة يسألها لويس: قبل إن يزرع الطفل أوجست في أحشائها: ماهي قصتك يا لايلا ¿¿ تجيب بسمو الأرض : أنا مجرد أنا.. هذه فقط قراءة أولية للمشاهدة الأولى لفيلم شاهده غيري مرات ومرات وتبين أنني المتخلف !! هي الموسيقى إذا لغة الأرض.. يفهمها الفقير والغني البسيط والبسيط.. تصنع عالما من الجمال لا يدركه إلا من نفسه زرقاء كزرقة البحر وسماوات الله الجميل.. سأهرب منكم مرات آخر في أي لحظة وأعود لفيلم الموسيقى لغة الإنسان الكوني.. لا يهم إذا أن تقراها بالغين أم بالجيم المهم أن تمتلك أذنا تسمع وقلبا يرقص وعقلا يسمو.

قد يعجبك ايضا