التمويل الأصغر.. هل يتمكن من تحقيق رسالته الاجتماعية¿!
استطلاع أسماء حيدر البزاز

استطلاع / أسماء حيدر البزاز –
ربما الأحداث العاصفة بتغيراتها المتسارعة على الشارع اليمني والتي أثقلت كاهل المواطن وتدني الوضع الاقتصادي للبلاد زادت من معاناته وحاجته اليومية لمتطلبات الحياة الأساسية كل ذلك خلق أفقا يخلف الفقر بمستقبل تخطه النجاحات وتحالفه المنجزات والتي بدأت بآلاف وانتهت بالملايين ودارت لتتبعها المليارات وساهمت في نهضة البناء والتغيير والتنمية لتحقق أرباحا ومشاريع استثمارية ما عهدوا أن يكونوا في يوم هم أصحابها وأربابها فمن تمويل أصغر انتشل نهوضها وفقرها إلى تجارة رابحة بإذن الله..
بدأ التمويل الأصغر كأداة فاعلة في مكافحة الفقر والبطالة مطلع السبعينات من القرن الماضي في دولة بنغلادش عن طريق البروفسور محمد يونس الحائز على جائزة نوبل للسلام حيث رأى أن البنوك التقليدية لا تستقبل طلبات الفقراء من النقد فقام بإقراض مجموعة من الفقراء مبلغا من مرتبه ليقوموا باستثمار هذا المبلغ إلى أن يعيدوه إليه وقد بدأ بإقراضهم 27 دولارا قاموا فيما بعد بإعادة هذه النقود إليه بعد الاستفادة منه في مشاريعهم ولم يمر هذا الموقف بسهولة على الدكتور يونس فقد فكر فيما بعد بتحويل هذه التجربة الناجحة إلى فكرة مؤسسية يستفيد منها الملايين وبالفعل كانت فكرة تأسيس بنك (جرامين) الذي أصبح تجربة للنجاح في التمويل الأصغر وإقراض الفقراء النشطين اقتصاديا.
وما لبثت هذه التجربة «التمويل الأصغر» حتى تحولت إلى فكرة عالمية تقدم في كثير من البلدان وتستهدف الفقراء النشطين اقتصاديا والذين بإمكانهم الاعتماد على مشاريعهم الصغيرة في استرداد المبالغ إلى مؤسسات وبنوك التمويل الأصغر لتستقر فكرته في اليمن ويحقق نجاحات لا مثيل لها تثبتها النماذج التالية.
قصة نجاح
حسين نعمان النجاشي – صاحب مشروع إعادة إنتاج مخلفات المواد البلاستيكية- يقول عن تجربته: أخذت تمويلا قبل أربع سنوات بمقدار 400 ألف ريال لبدء بتنفيذ فكرة مشروعي وهو عبارة عن تحويل المخلفات من المشمعات أو العلب البلاستيكية إلى مواد مفيدة حيث يقوم المشروع بإعادة إنتاج هذه المواد طحنها وإنتاجها واستخدامها في إنتاج مواد بلاستيكية مفيدة فيتم على سبيل المثال طحن علب المياه المعدنية لتتحول إلى ليات كهرباء ومكانس يدوية بلاستيكية ويوظف هذا المشروع «13» موظفا مباشرا في المعامل إلى جانب الأشخاص الذين يقومون بتجميع المواد البلاستيكية.
موضحا: أن هذا المشروع توسع من «3» موظفين قبل التمويل ليصبح عدد الموظفين أكثر من «20» موظفا بعد الاستفادة من خدمات التمويل الأصغر.
حسين النجاشي فخور بعمله كونه يساعد في التخلص من المواد الضارة وتحويلها إلى مواد مفيدة ويدعو كل من له فكرة في هذا المجال إلى توسيع هذا السوق كونه يوظف أيدي عاملة وصديقا للبيئة كونه يخلص البيئة من المواد الضارة والسامة ويحولها إلى مواد مفيدة ونافعة.
صناعات حرفية
الشاب محمد أحمد زاعم اقترض مبلغ 70 ألف ريال ليبدأ مشروعه وهو عبارة عن محل صغير لبيع الإكسسوارات وأدوات الهاتف النقال ويطمح أن يكبر مشروعه أن يصبح صاحب شركة في المستقبل ويحض الحكومة والجهات العاملة في التمويل الأصغر لدعم الشباب لبدء مشروعاتهم الخاصة.
ومن جهته يقول الشاب عبدالله عبدالله أحمد الذي لم يرث عن الده الاسم فحسب بل ورث حرفة تتمثل في صناعة المقالي والمخابر ولتوسيع مشروعه لم يتردد عبدالله من الاستعانة بتمويل صغير من إحدى المؤسسات العالمية في التمويل الأصغر حيث قال: تقدمت بطلب بمبلغ 500 ألف لتوسيع العمل ولي طموح كبير يتمثل في توسيع نطاق عملي ومشاريعي ليس على المستوى المحلي فحسب بل على المستوى العالمي بعد النجاح المثمر في ترويجها محليا وإعجاب السياح والزوار القادمين من مختلف أرجاء العالم.
الأم تقوى
تقوى بدأت أول قرض بفستان فرح للإيجار ولمدة عام حتى أصبح لديها 10 فساتين ثم اشتهرت حتى تمكنت من فتح محل في شارع من أكبر الشوارع التجارية في العاصمة بأربع فتحات ثم توسعت في مشاريعها إلى تربية المواشي والأم تقوى تحكي قصة معاناتها مع كل الذين خالفوها وهي الآن تمتلك كثيرا من المشاريع منها بقالة جديدة بفتحتين ومعرضان لبيع لغاز المنزلي وخطيرة لتربية المواشي.
حيث أوضحت أن المشروع القادم لها هو مخطط جاهز لتشغيل 300 موظف وهو عبارة عن حديقة ترفيهية وملحقاتها ولا تزال تحت الدراسة وتم تسليمه لإحدى مؤسسات التمويل الأصغر.
الأم تقوى تدعو الشباب إلى المبادرة والبدء بالشيء الصغير وتقول للشباب بلهجتها البسيطة” ابدأوا فأول الخميرة ماء وآخرها عجينة ملان الطاسة” ولا بد للشباب أن يكونوا جادين في أفكارهم ومشاريعهم وسينجحون إذا ما توفرت الإرادة.
تحديات وطموحات
بحسب التق