على تحقيق التغيير..!!

عبدالرحمن سيف اسماعيل


 - لا شك وأن الثورة ظاهرة إيجابية وحيوية فرضتها الضرورة الاجتماعية والتاريخية وهذا لا يعني أنها قادرة على حل مختلف الاشكالات والتعقيدات الموجودة في الواقع منذ زمن طويل والتي خلقت أوضاعا قهري
عبدالرحمن سيف اسماعيل –

لا شك وأن الثورة ظاهرة إيجابية وحيوية فرضتها الضرورة الاجتماعية والتاريخية وهذا لا يعني أنها قادرة على حل مختلف الاشكالات والتعقيدات الموجودة في الواقع منذ زمن طويل والتي خلقت أوضاعا قهرية واستبدادية ما تزال قائمة وما تشهده الكهرباء وأنابيب النفط من اعتداءات متكررة وكذا مظاهر الفوضى والاختلالات الأمنية إلا إفرازا لهذه المواقع وللتعقيدات التي تشكل عائقا جوهريا أمام التغيير وعلى الرغم من كل ذلك إلا أن هناك يحدث بالمقابل حالة من التغيير الاقتصادي والسياسي والاجتماعي البطيء التغيير عملية طبيعية تحدث في المجتمعات الحية ولكنها تصطدم بواقع متخلف مثخن بالجروح والتعقيدات وتأثير الثقافة التقليدية القائمة وإرث النظام البائد.
وفي الواقع القائم تتوحد العديد من القوى والمصالح وفي الإطار ذاته تحاول العديد من القوى الطفيلية التي تعيش على هامش التطور الذي يحدث من عسكريين ومدنيين ورجال دين وقوى تقليدية وطائفية أن تبحث لها عن موطىء قدم وتقاسم الكعكة والتي لم تعد مقبولة في المرحلة الجديدة.
ومع بقاء ركام النظام القديم تظل بعض الظواهر المرضية وانتهاكات حقوق الإنسان حاضرة في المشهد السياسي.
فالماضي بكل مظاهره مازال يعيش في أوساطنا ولكن هنالك وعيا يتخلق في الواقع.. ويكسب الثوار ومكوناتهم الثورية والاجتماعية والسياسية داخل الساحات وخارجها تحصينا قويا يصبح معه السيطرة أو التأثير على هذه المكونات أمرا غير ممكن لأنها تمتلك رؤى وتحمل وعيا ثوريا وثقافة ثورية مضمونها التغيير الجذري وهي علاوة على ذلك بمنآى عن الثقافات الانتهازية والوصولية.
وليس لديها نزعات للسيطرة والاستئثار واحتكار السلطة كما هو الحال لدى القوى والجماعات السياسية والدينية والمذهبية المرتبطة بثقافة السلطة.
وعلى الرغم من حالة الضعف والتململ الذي تسلل إلى داخل الساحات إلا أنها لا تزال قوة جبارة لديها إمكانيات التغيير ولا يزال ثوار الساحات قوة ثورة قادرة على الحسم الثوري والإطاحة بالقوى الطفيلية والانتهازية التي تحاول إعاقة مشروعها الثورى وايقاف حركة التغيير عند هذا المستوى وهي مشروع ثوري متجدد وليس مشروعا كما يراه البعض على انها تكتل بشرى معزول وجامد ومتحوصل داخل خيمهم لا يمتلكون قدرة على إحداث الفعل الثورة الذي يؤدي إلى التغيير الجذري للبنية الاجتماعية والاقتصادية والتنموية وبناء دولة مدنية تحمل مقومات بقائها وتوفر لها الحرية فالساحات حتى في ظل هذا الترهل الذي تشهده إلا أنها تمتلك خيار المقاومة السلمية ومواصلة سلميتها عن طريق الاحتجاج والتظاهر وينظم إليهم جميع القوى والأفراد الذين كانوا يراقبون الثورة عن بعد.. فهناك لدى الجميع روح معنوية محركة على النصر والتغيير والتغلب على حالات الخوف المتغلغل في نفوس العديد من الناس والتي أدت إلى المزيد من المعاناة ورفعت عدد القتلى فالثورة فعل اجتماعي مستمر ووعي متنام يقوم على ضرور التغيير والبناء وهذه العملية قائمة.. إذا القول بأن الثورة قد انتهت أو اختطفت قول غير حصيف ولا يستند إلى أي حقائق.

قد يعجبك ايضا