حالات خاصة.. جدا

جميل مفرح


 - أن ينشأ مركز امتحاني بعد مضي يوم أو أكثر من بدء امتحانات الشهادتين الأساسية والثانوية ويتم تجهيزه وإعداده تحت سواتر الليل ثم تشكيل لجانه بعد
جميل مفرح –

أن ينشأ مركز امتحاني بعد مضي يوم أو أكثر من بدء امتحانات الشهادتين الأساسية والثانوية ويتم تجهيزه وإعداده تحت سواتر الليل ثم تشكيل لجانه بعد منتصف الليل وأقصى ربما حدث أو أمر يستدعي الاستغراب والاندهاش ويتولد عنه أو حوله بضعة أسئلة ولكن لا يمنع ذلك أن تتخلف بالتوازي والتزامن أيضا بضعة من الاحتمالات والتبريرات التي من الممكن أن تربأ بالمطلع قليلا عن دوائر الشك والريبة ومناطق سوء الظن على طريق أو منهج التماس العذر خصوصا مع بالغ المعرفة بأننا – وأقصد هنا نحن اليمنيين – معروف عنا أو على الأقل نعرف عن أنفسنا أننا نكاد نكون من بين شعوب العالم تقريبا الأشهر في اللامبالاة تجاه أمورنا مهما عظمت وأن اهتمامنا إذا برز أو ظهر فيحتل أضيق المساحات من الزمن حيث لا يتجاوز اللحظات الأخيرة مما يسبق أي حدث أو مناسبة.
> وأن يكون جميع الطلبة الممتحنين في ذلك المركز إياه إلا قليل مما يذكرون ليس لديهم أرقام جلوس ولا وثائق ولا يبدو عليهم من مظاهرهم أو أعمارهم أو مدى انضباطهم ومبالاتهم أنهم من طلبة المدارس على الأقل في أمانة العاصمة أو ما جاورها وأنهم لا يعرفون أسماء المدارس التي جاءوا منها أو التي تعلموا فيها حتى على مستوى عام مضى وأن يتم وصف جميع هؤلاء الطلبة والطالبات بالحالات الخاصة بما اتصفوا ويتصفون به من ثقة تكاد تكون مطلقة وسلوك عدائي ومتكبر تجاه المغلوبين على أمرهم من المراقبين الكادحين البسطاء الذين لبوا وأطاعوا توجيهات نقلهم المفاجئة إلى هذا المركز الاستثنائي بكل طواعية والتزام تأدية لما يناط بهم من واجب وظيفي ووطني وإنساني فذلك باعتقادي أمر يستدعي التأمل والتفحص واستشعار المسؤولية والأمانة ولكن وعلى الرغم من كل ذلك وكما أسلفت في السطور أعلاه فقد يكون ثمة تبريرات متبقية في سلة العاذر المتسامح اعتمادا على وصف (حالات خاصة) الذي يحتمل من التبرير ما قد يفسح مجالا للتغاضي وإن على مضض وتقدر وبقدر يترك لدى المدقق والمتقصي مساحة لا بأس بها من الشك وإن كان بعض منه إثما.
> أما أن يفاجأ ا لمطلع العارف باهتمام كبير لا يشبه سواه بهذا المركز من قبل مسؤولين تربويين وزيارات لوجاهات وشخصيات من التي تظهر صورها في الجرائد وشاشات التلفزيون وتصاحب تلك الزيارات وشوشات غامضة بعيدا عن فئة المراقبين المطحونين والسائرين صما بكما في هذا الزفاف الوطني وأن يتم إنزال فريق ميداني إلى هذا المركز لا لتقاط الصور الفوتوغرافية وأخذ المعلومات من الطلبة والطالبات بعد مرور أكثر من أسبوعين من بدء الامتحانات ليتم إصدار وثائق وأرقام جلوس بعد ذلك بساعات قلائل وأن يكتشف أن ثمة طلبة تتغير وجوههم من يوم آخر بينما أسماؤهم في قاعة الامتحانات هي ذاتها وأن يتم من يوم لآخر استضافة طلبة جدد يعني طالب واحد أو طالبة واحدة من مدرسة بعينها من مدارس البشوات في الأمانة وأن يضبط المراقبون دفاتر إجابة محلول على صفحاتها الأخيرة وبالقلم الرصاص امتحان المواد قبل توزيع أوراق الأسئلة ثم يبرر للطالب المضبوط أيضا بكونه من الحالات الخاصة وأن يتم توعد وتحذير الضابط (المغلوب على أمره المعلم) وأن.. وأن.. فإن ذلك حد فاق الحدود وجديد تفوق على الموجود وفتح الأبواب بين المعقول واللامعقول على مصاريعها حتى لم يعد يعرف عن ذاك!!
> بالطبع هذه الحالات والتي تحتم علينا منذ بدء المقال وصفها بالخاصة هي مما اكتشف واستطاعت الحواس أن تدركه (وفي مركز واحد فقط) من مراكز الامتحانات بامتداد واتساع الوطن فماذا عن الحالات والأحداث الأخرى التي استطاعت أن تخفي في هذا المركز الذي لا يتجاوز حدود أمانة العاصمة¿ وماذا عن مختلف المراكز في كل أصقاع الوطن¿ أعتقد أن القارئ الكريم والمسئول الغيور وولي الأمر المهتم والطالب الطامح المجتهد المجاهد كل هؤلاء وأنا معهم لن نستطيع أن نراهن على السلامة والانضباط ولن نجد من التبرير والاعذار والالتماس مهما عظم ما يسد كل هذا الفراغ الموحش ويسكت كل هذا الدوي المفجع ويحسن كل ما يمكن أن ينقض علينا من الظن.. ودمتم ودمنا ودام معنا التفاؤل بمستقبل الوطن.

قد يعجبك ايضا