محمد الزرقة.. قاصا ومسرحيا من طراز متقدم

تحقيقمحمد محمد إبراهيم


تحقيق/محمد محمد إبراهيم –
> «كبد الفرس» مجموعة قصصية درامية ذات أبعاد إنسانية واجتماعية
> رواية مقابر الموتى و13 مسرحية لم تجد الطريق لدور النشر
> «أزمة حزب أم أزمة وطنية» «مؤامرة الانفصال» رؤية يمنية لأزمة الخليج» مؤلفات سياسية بلغة صحفي وأديب بارع

مثقفون:

> الحضور الأدبي والفكري والسياسي للزرقة جعل صحيفة الثورة محط أنظار مختلف البعثات الدبلوماسية

بين الأدب والصحافة امتزاج وترابط وجداني روح هذا الوجدان اللغة وأداته المشتركة والعملية هي الكتابة ومعظم من سطعت نجوميتهم الصحفية عربيا وعالميا جاءوا من بيئة الأدب أو الشعر أو القصة أو الرواية وعلى هذا المنوال والمتتالية الترابطية الوثيقة سطع نجم الزرقة كمشروع كاتب يملك زمام اللغة فتنساب بين أنامله مطواعة تحت غزير الأفكار واتساع الخيال والطرح الواقعي.. اكتمال موهبة ركائزها الاطلاع الجاد واحترام الوقت والصبر والمثابرة في استخلاص عبر الصراعات بين الأجيال من خلف السطور المعتمة وصولا إلى إدراك قانون التاريخ الذي يعيد إنتاج نفسه في صورة تتشابه أحداثها وتتجدد شخوصها.. وهذا هو استشراف المستقبل بحد ذاته.. أن تقرأ الماضي وتلم بدورة الحاضر السياسي والثقافي والاقتصادي في اتجاهاتها المتعاكسة في ثبات الموقف الذي يسمح بوضعك فيصلا لا ينجر وراء ما تشابه من التيارات أيا كانت اتجاهاتها.. وجمع العوامل المشتركة بين الماضي وبين الحاضر كمعطيات تتفاعل لينتج عنها المستقبل في صور احتمالية 90% منها لا يخيب.

> هكذا كان الزرقة صحافيا وسياسيا وأديبا سرديا جمع بين القصة والرواية والكتابة المسرحية والنقدية وإلى جانب هذا جمع بين النقد الأدبي متكئا على الاطلاع الواسع والنقد السياسي من موقع القدوة الحسنة.. لنرى سويا منه محمد ردمان الزرقة الاديب القاص والروائي والمسرحي والمؤلف السياسي.
من أشنع نتائج السياسة عبر العصور أنها تستهدف سياجات القيم بالمصالح الظاهرة والمستترة ومثلما تعطي مذاهب السياسة جمعاء للسياسي الحق في تبرير الوسائل المختلفة لتحقيق الغايات المترامية التعريف والتأصيل في ذهن المجتمع تظل أصالة القيم الإنسانية في التعامل الرشيد مبنية على الانتباه والإدراك المتأخرين لعدم صوابية تلك الوسائل ولكن بعد فوات الأوان لتقويم الاعوجاج في خط زمني مضى من عمر الانسان الصانع لمبررات تلك الوسائل السياسية لكن هذا الاستنتاج الإدراكي كفيل بإنارة طريق المستقبل شريطة الاستفادة من معطيات الماضي والحاضر والتعامل معها بصفاء ذهن قيمي وليس بنزغ سياسي يعيد إنتاج الماضي بأخطاء أخرى.
هذا ما اتضح لي جليا وأنا أمر سريعا على عناوين كتابه السياسي المختزل عن أزمة الخليج في بداية تسعينيات القرن والمعنون «رؤية يمنية لأزمة الخليج» وكما لو أن الأديب والصحفي والمؤلف السياسي محمد الزرقة اعتمد على معطيات تناوشات السياسة الدولية في الفترة الماضية الستينيات والسبعينيات والثمانينيات وحاضر صراعاتها تباعا من اوروبا وروسيا وصولا إلى الشرق الاوسط وبالاخص الخليج بؤرة الثروة الاقتصادية والحضارية وقدم رؤية مغايرة لما هو متوقع من مجمل الرؤى والمنحنيات السياسية في الدول العربية والخليجية عموما وفي اليمن خصوصا ليس تحاملا على قوى سياسية بل استشرافا للمستقبل وحذرا من انعكاسات عاصفة الصراعات السياسية على عمق الترابط الجغرافي الاخوي الاقتصادي والتجاري اليمني الخليجي.
كتاب «أزمة اليمن والخليج» عبارة عن مجموعة من أنصع المقالات السياسية التي نشرت في صحيفة الميثاق الاسبوعية الصادرة عن المؤتمر الشعبي العام خلال الفترة (6-8-1990م إلى 17-6-1991م) فقط أي في الأعداد (404 – 448) وهناك مؤلفات سياسية أخرى منها كتيب «أزمة حزب أم أزمة وطنية» وكتاب «مؤامرة الانفصال» وله العديد من الكتابات السياسية ذات البعد النقدي السياسي والرؤى التأصيلية لمعطيات ومجريات معترك الحياة السياسية اليمنية والعربية والدولية نتمنى أن تستجيب الجهات المعنية للبحث والتنقيب عن هذا الموروث وإصداره في كتب تعنى بالمعرفة.
الأديب والقاص والروائي
وأنا أتصفح المجموعة القصصية «كبد الفرس» شعرت بدراما أصيلة ذات منحنيات إنسانية من صراع قيم الخير والشر بينما الجهل والفقر هما الحلبتان اللتان تمثلان الازمنة والامكنة الافتراضية لدوران رحى هذا الصراع الذي أنهك قوى المجتمع اليمني وفت في عضد الحياة اليومية فتيل القوة والتماسك لكن السارد ببراعة المرشد الحكيم حطم الأوضاع المأساوية في مصائر شخوص ذلك الصراع الدراماتيكي والحواري بيقظة الأمل المفعم بإشعاع القيم الاصيلة وفي سياقات سردية وحوارية تنم عن أديب متمكن من تلابيب اللغة الروائية وأركان المشاهد المتنوعة.
«كبد الفرس» مجموعة قصصية تحمل ما يقرب 18 قصة غاية في الف

قد يعجبك ايضا