قلب المجتمع الصنعاني

فؤاد عبدالقادر


فؤاد عبدالقادر –
من يقرأ «كبد الفرس» للصحفي والكاتب الراحل/ محمد ردمان الزرقة ويصل إلى قصة الرجل الذي أعماه الضوء يتأكد له تماما ما أسباب المصادرة الأمنية للمجموعة القصصية «كبد الفرس».
فالقصة القريبة من الرواية تطرقت إلى مناطق محظورة كانت إلى وقت قريب بعد الثورة 68 – 1969م.
المجموعة تضمنت قصصا عديدة: «القمر يضيء سوق الملح» زمن بلا تراجع عاقل الحارة مجنون الزقاق المظلم الديناصور طائر النورس الناس والزفاف وغيرها من القصص.
وأنت تقرأ القصص تعيش مع الناس ما بعد الثورة يصدمك ما كان يعيشه المجتمع وتصل إلى قصة الرجل الذي أعماه الضوء فتشعر بالإرباك.. تسمع نبضات قلوبهم.. همساتهم.. أحلامهم..
يغوص محمد ردمان الزرقة في قلب المجتمع الصنعاني.. صنعاء القديمة على وجه التحديد.. الجمهوريين®® الملكيين.. المقاومة الشعبية.. حصار السبعين.. علاقة الناس ببعضهم.
يقول الشاعر الكبير الراحل/ عبدالله البردوني في مقدمة القصة: «هذه القصة تدخل في نطاق القصة القصيرة من جهة.. وتدخل في نطاق الرواية من جهة أخرى وتعتبر بحق أساسا جيدا لرواية طويلة.. وسوف يجد القارئ فيها راويا قديرا مزج التاريخ بالواقع.. وحرك الشخوص بمهارة حتى نعايشهم ونعيش قضاياهم لأنها قضايانا وكل الأبطال جموع الشعب مصورين في أبطال هذه القصة القصيرة أو الرواية المنتظرة» انتهت المقدمة.
«كبد الفرس» قصص رائعة واقعية.. تشعر بها مع كل جملة.. كل سطر.. يدخلك القاص دهاليز وأزقة شوارع صنعاء القديمة سوق الملح الطبري وغيرها من التسميات لحواري وشوارع المدينة يجعلنا نعيش مع ناسها رجالا.. ونساء.. ومشائخ.
في كل قصة ينقلك الزرقة إلى مربع آخر من بيت بوس إلى بيت معياد.. نكش بعصاته مواقع الصواب والخطأ.. ضرب التقاليد العمياء في مقتل..
أشعر أن «كبد الفرس» بحاجة إلى من يقرأها بتأن وأن يقرأها بعين الناقد والباحث المحايد.
رحم الله الأستاذ الصحفي والكاتب السياسي والمسرحي/ محمد الزرقة.. آمين.

قد يعجبك ايضا